تحتضن بلدة “آجي بايام” بولاية “دنيزلي”، الواقعة جنوب غربي تركيا، مسجد “حاجي عمر أغا” الذي يبلغ عمره 217 سنة.
ويتميز المسجد بعمارته ونقوشه الفريدة التي تلفت إليها الأنظار برسومات النباتات والفواكه والخضروات التي تغطي أسقفه وجدرانه، كالعنب، والزهور، والورود، والكمثرى، والتفاح، والرمان، والبطيخ، والقرنفل، والخزامي.
المسجد يقع في ميدان حي “يازير” الذي يبعد 76 كم عن مركز مدينة دنيزلي، وهو في تصميمه يحمل سمات العمارة السلجوقية.
“حاجي عمر أغا” له مكان مختلف بين المساجد التاريخية في الأناضول برسوماته الجدارية، هو عالم مختلف تمامًا عند دخوله على الرغم من هيكله البسيط الذي يترأى للزائر حينما ينظر إليه من الخارج.
المسجد الذي يُعتبر امتدادًا لمساجد العصر السلجوقي في القرن الثالث عشر، والتي لا زالت تحافظ على جميع الميزات والسمات الأصلية لهذه الفترة، تم ترميمه في العام 2015 بعد عملية إصلاح بسيطة قامت بها مديرية الأوقاف في ولاية آيدين، عام 2003.
يزور المسجد سنويًا العديد من الزوار سواء من داخل تركيا أو خارجها؛ لما يتسم به من زخارف مختلفة وجميلة تميزه عن بقية المساجد، وتضفي عليه رونقًا وجمالًا.
ويحمل هذا المسجد التاريخي قيمة كبيرة، ويعتبر من الأثار المهمة التي يتعين تركها للأجيال القادمة، لا سيما بعد إدراجه على قائمة السياحة في تركيا بعد ترميمه.
وفي حديث للأناضول، قال خلوصي شفقان، رئيس بلدية “آجي بايام”، إن كل الرسومات الموجودة على أسقف وجدران المسجد، تصور منتجات ونباتات وفواكه وخضروات تزرع في المنطقة وتم استخدام الأصباغ المستخلصة من جذور النباتات لرسم تلك الأشكال.
ولفت إلى أن الجزء المخصص للعبادة في المسجد، بسماته المعمارية والزخرفية، يحاكي المساجد السلجوقية في القرن الـ13 ذات الأعمدة الخشبية.
وأوضح رئيس البلدية أن زخارف الجدران في المسجد تم رسمها في ثلاثة صفوف، مشيرًا إلى أن فن الرسم المصغر أو فن المنياتور كان السمة الغالبة على تلك الزخارف.
وأشار إلى أن السياح يأتون إلى “آجي بايام” من خارج تركيا لرؤية المسجد، ويومًا بعد يوم يزداد الإقبال عليه.
وتحدث للأناضول كذلك، البروفيسور، طورغوت طوق، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب، جامعة “باموق قلعه”، حيث شدد على أن المسجد يعتبر واحدًا من اجمل المساجد في تلك الفترة، بما يتميز به من زخارف على جدرانه وأسقفه.
ولفت إلى أن فن المنياتور هو السمة الغالبة على الرسومات الموجودة فوق الجدران، مضيفًا “كما يعتبر المسجد نموذجًا للمساجد الخشبية التي كانت تقليدًا منتشرًا في العصر السلجوقي. لكن هذا التقليد تم تطويره بأساليب فنية مختلفة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين”.
واستطرد قائلا “كما يعتبر المسجد أحد الأثار الهامة المتبقية من تلك الفترة”.
إمام وخطيب المسجد، علي أوقوطوجو، ذكر هو الآخر في حديث للأناضول، أن السياح من داخل تركيا وخارجها بدءوا يضعون زيارة المسجد في دائرة اهتماماتهم.
وأفاد أن هناك 3 آلاف سائح زاروا المسجد خلال العام الجاري، وأن منهم من كان يمكث داخله لساعة وساعتين لاخذ جرعة روحانية وجمالية داخله.