أعلنت وزراة الدفاع التركية، الجمعة، تنفيذ الدورية العسكرية التركية – الروسية شرق منطقة عملية “نبع السلام” (شرق نهر الفرات شمالي سوريا)، عبر 8 مدرعات وطائرة بدون طيار.
جاء ذلك على لسان متحدث باسم الوزارة العقيد أولجاي دنيزر، في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، بخصوص التطورات المتعلقة بعملية “نبع السلام”.
وأكد دنيزر استمرار أنشطة إعادة الحياة إلى طبيعتها بالمناطق المحررة في إطار العملية، مثل تقديم الخدمات الصحية، وتأمين الأغذية والمياه، والطاقة الكهربائية عبر مولدات.
وأضاف: “بينما تستمر أنشطتنا بدقة وحساسية كبيرة، نؤكد أن محاولات التضليل والاتهامات والافتراءات الصادرة من عدة مصادر على رأسها التنظيم الإرهابي (ي ب ك/ بي كا كا) لا تعكس الحقيقة”.
وأشار دنيزر أن القوات المشاركة بالعملية تبطل مفعول الألغام والقنابل المصنعة يدويًا، بغية إحلال الأمن وتهيئة الظروف المناسبة من أجل عودة سكان المنطقة إلى أراضيهم.
وشدّد على أنه تم تفكيك وتدمير ورشة متفجرات مصنوعة يدويا تابعة لإرهابيي “ي ب ك/بي كا كا”، في مدينة “تل أبيض”، وضبط طن واحد من مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في تصنيع المتفجرات.
وأضاف: “جرى حتى الآن تفكيك أكثر من 400 لغم وقنابل مصنوعة يدويا إلى جانب مركبة مفخخة، خلال تمشيط المنطقة من الألغام والقنابل التي زرعها الإرهابيون”.
ولفت إلى ضبط عدد كبير من الأسلحة الخفيفة، إضافة إلى ذخائر وقنابل يدوية، وقذائف هاون، ومضادات دبابات، وعربة مصفحة، خلال عملية التمشيط.
وأوضح دنيزر أنه “في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا في مدينة سوتشي بتاريخ 22 أكتوبر/ تشرين الأول، أجرى وفد روسي مباحثات في أنقرة بين 28 و30 من الشهر ذاته”.
وتابع: “انطلقت أول دورية مشتركة اليوم الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (9.00 تغ) ، شرقي منطقة نبع السلام عبر 8 مدرعات 3 منهم روسية وطائرة بدون طيار تابعة للقوات المسلحة التركية”.
وذكر أن وفد روسي ثان سيصل في وقت لاحق الجمعة مقر وزارة الدفاع التركية، لاستمرار المباحثات بين الجانبين في إطار اتفاق سوتشي.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية تركية، للأناضول، استمرار الأنشطة الساعية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في رأس العين وتل أبيض، مبينًا أن سكان المدينة بدأوا بالعودة إليها.
ولفتت المصادر إلى أن الدورية التركية- الروسية المشتركة تنفذت في المنطقة الواقعة شرقي رأي العين بـ 40 كيلومتر وحتى غربي مدينة القامشلي بـ 30 كيلومتر.
وأشارت إلى أن منطقتي تل تامر وعين عيسى ليستا ضمن “نبع السلام”، ولا توقع فيهما أي أنشطة للقوات المسلحة التركية.
ونفت المصادر حدوث أي اشتباكات بين القوات التركية وجيش النظام السوري، مضيفًة: “نحن على تواصل يومي مع نظرائنا الروس في سوريا بهذا الخصوص، ونقوم بالتنسيق المطلوب من أجل تجنب وقوع اشتباكات لا نرغبها”.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في سوتشي 22 من الشهر ذاته.