قالت جنى جهاد، التي يلقبها العديد من متابعيها بـ”أصغر صحافية حرة في العالم”، إن “أطفال فلسطين يعانون الظلم تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويريدون العيش بحرية وكرامة مثل بقية الأطفال، داعية العالم إلى مساعدة كل الأطفال الذين يتألمون، ومشددة على أن وطنها سيبقى اسمه فلسطين وليس إسرائيل، وأن سكانه فلسطينيون وليسو إرهابيين”.
ولدت جنى التي كرمها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد الماضي في مدينة إسطنبول، خلال الاحتفال بجائزة البر الدولية، في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عشرة أعوام، وتحمل الجنسيتين الفلسطينية والأمريكية، وهي تقيم في قرية النبي صالح، حيث يعيش أكثر من 500 فلسطيني، على بعد قرابة 20 كم شمال الضفة الغربية.
عن تكريم الرئيس أردوغان لها، قالت “جنى”، في مقابلة مع الأناضول، “كنت خائفة ومرتبكة قليلا، لكن في الوقت نفسه سعيدة جدا وفخورة بأنني أوصلت صوت فلسطين إلى تركيا وبقية شعوب العالم.. كنت سعيدة بالحصول على الجائزة، وكنت حزينة أيضا، ففي الوقت نفسه كان هناك أطفال يُقتلون”.
وجرى تكريم “جنى” خلال الاحتفال بجائزة البر الدولية التي يمنحها وقف الديانة التركي منذ عام 2015، إلى أشخاص يعملون على خدمة المجتمع، ويسلطون الضوء على قضايا مهمة.
الطفلة الفلسطينية، التي تتقن اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة، تنشط في العمل الصحفي إذ تنشر صورا وفيديوهات باللغتين عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، عن مواجهات فلسطينية مع الجيش الإسرائيلي، ويتابعها نحو ربع مليون متابع يلقبها العديد منهم بـ”أصغر صحافية حرة في العالم”.
وباحترافية، تصور “جنى” مواجهات ونقاط تماس فلسطينية – إسرائيلية، وترسل الصور والفيديوهات إلى صحف غربية، كما يتواصل معها عبر بريدها الإلكتروني العشرات من الجرائد والمجلات، من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا وجنوب أفريقيا والهند وإندونيسيا، للحصول منها على صور ومشاهد مصورة حصرية، بحسب أفراد أسرتها.
وتقيم “جنى” في قرية النبي صالح، أكثر المناطق سخونةً في الضفة الغربية لوجود مستوطنة “هالا ميش نيفي تسوف” الإسرائيلية المقامة على أجزاء من القرية، وتعمل عادة على التغطية الصحفية للمسيرات المناهضة للاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي الفلسطينية في مناطق التماس بالقرية، والتي عادةً ما يشارك فيها متضامنون أجانب.
وكثيرا ما صورت حالات اعتقال لفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي وحالات إغماء لمحتجين جراء إلقاء الجيش قنابل مسيلة للدموع على مسيرات سلمية، إضافة إلى تصوير حواجز الجيش الإسرائيلي في القرية، وغيرها من ممارسات الجيش الإسرائيلي.
وبالنسبة إلى اهتمامها بالعمل الصحفي، قالت الطفلة الفلسطينية: “بدأت أغطي الأحداث قبل ثلاث سنوات لا سيما في قريتي النبي صالح، بالعربية والإنجليزية، بخاصة الإنجليزية لأنها اللغة المشتركة، وأستطيع عبرها توصيل رسالتي إلى العالم.. من يتابعونني ليسوا من فلسطين فقط، فهم من كل دول العالم، وصوري الخاصة بالتغطية تصل إلى الكثيرين”.
وعن أبرز ما يضايقها يوميا، تتحدث “جنى” ببراءة عن رحلتها اليومية مع العوائق الإسرائيلية: “حينما أذهب إلى مدرستي في الصباح يضع الجيش الإسرائيلي حواجز في الطرقات، وبدلا من أن أذهب إلى المدرسة في 20 دقيقة، استغرق ساعتين ونصف من خلال الالتفاف خلف الجبل، ما يتسبب في تأخرى عن موعد بداية اليوم الدراسي”.
وعن الهدف من اهتمامها بالعمل الصحفي في مثل هذا العمر الصغير، قالت الطفلة الفلسطينية: “أحاول أن أوصل رسالتي إلى العالم، وهي أن أطفال فلسطين يعانون من الظلم، وأن هذه الأرض اسمها فلسطين، والأشخاص الذين يعيشون فيها فلسطينيون، وليسوا إرهابيين، وندافع عن حقنا المسلوب من الاحتلال الإسرائيلي، وأن قضية فلسطين لا تخص الفلسطينيين فقط، بل كل العالم”.
المصدر :الاناضول .