أصبح “المطعم التركي” المطل على ساحة التحرير في وسط بغداد مسكنا مؤقتا ومركزا صاخبا للمحتجين الذين يتظاهرون منذ أسابيع ضد الحكومة العراقية.
ويطلق على هذا المبنى اسم “المطعم التركي”، لأنه كان يضم مطعما تركيا قديما في الطابق الأعلى من المبنى. ويتميز بموقعه الاستراتيجي وطوابقه الأربعة عشر، مما جعله مقصدا مهما لعدد من المتظاهرين يراقبون من خلاله حركة التظاهرات وقوات الأمن التي قد تتقدم باتجاه المتظاهرين.
ومع انطلاق التظاهرات بداية أكتوبر الماضي، كانت مجموعة من القناصة (غير معروفة هوياتهم والجهة التي ينتمون إليها) تتمركز في المبنى، وتسببت عمليات القنص بسقوط عدد كبير من المتظاهرين، مما دفع المحتجين للعمل من أجل السيطرة عليه ليحميهم من نيران القناصة.
ويطل المبنى على ساحة التحرير، المركز الأساسي للمتظاهرين في بغداد، من جهة وجسر الجمهورية والمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة والبرلمان، من جهة أخرى، ويعود إنشاء هذا المبنى إلى ثمانينيات القرن الماضي.
وفي الطابق الأرضي، تتولى مجموعة من الشباب، يطلقون على أنفسهم اسم “لجنة الدعم اللوجستي” تنظيم تبرعات، منها ملابس وأغذية وأغطية وبطاريات، لتلبية احتياجات المتظاهرين شاغلي المبني.
وعلى مسافة من المبنى يظهر جسر الجمهورية الذي شهد اشتباكات دامية بين قوى الأمن العراقية والمتظاهرين على مدى الأيام الماضية. ويؤدي الجسر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي يوجد بداخلها مباني الحكومة الرئيسية ومقار عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية، بما فيها السفارة الأمريكية.
وفي عام 2011، استخدمت القوات الأمنية العراقية المبنى في مواجهة المظاهرات الشعبية التي خرجت في ذلك الوقت ضد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، لكن المبنى لم يتحول حينها إلى أيقونة.
المصدر: وكالات