أثار قيام عدد من طلاب إحدى المدارس الدينية التابعة لولاية طرابزون شمال تركيا، بقراءة السلام الوطني التركي باللغة العربية، جدلاً واسعاً في البلاد.
وقدم الطلبة وصلتهم خلال مهرجان نُظم للاحتفال بالذكرى الـ 96 لاعتماد السلام الوطني الرسمي في البلاد، وتخليداً لذكرى كاتبه الشاعر التركي محمد عاكف، حضره عدد من المسؤولين والممثلين عن الأحزاب السياسية في الولاية.
وما إن انتهى الاحتفال حتى وجه محمد كارادينيز، ممثل حزب الشعب الجمهوري المعارض، انتقاداً لاذعاً للقائمين على الاحتفال مندداً بقراءة السلام الوطني باللغة العربية، وواصفاً الخطوة بالمخالفة لدستور البلاد الذي ينص على قراءة السلام الوطني باللغة التركية فقط، على حد تعبيره.
وطالب كارادنيز، حسب ما نشرته “سي إن إن ترك” بمحاسبة منظمي الحفل وكل من له علاقة بفقرة السلام الوطني، مؤكداً أنهم سيتابعون القضية مع الجهات المختصة في الولاية التي وافقت على برنامج الحفل.
بدوره وصف بكر أزون أوغلو عضو المجلس البلدي التابع لمدينة تونايا التي استضافت الاحتفال، ما حدث بالمخجل، مطالباً بمحاسبة القائمين على الحفل، مؤكداً أنهم “شعروا بالحزن عند سماعهم للسلام باللغة العربية”.
ولم يصدر أي تصريح رسمي من القائمين على الحفل، في حين غرد عدد من الأتراك عبر تويتر منددين بالحادثة ومطالبين القائمين عليها بالاعتذار.
وتوترت علاقة الحكومة التركية ممثلة بحزب العدالة والتنمية، بحزب الشعب الجمهوري المعارض بشكل غير مسبوق تزامناً مع نجاح قادة حزب العدالة والتنمية بتمرير مشروع تعديل الدستور القاضي بتحول البلاد للنظام الرئاسي وعرضه للاستفتاء خلال الأشهر المقبلة.
ويتبنى حزب الشعب الجمهوري المعارض، أفكار مؤسسه مصطفى كمال أتاتورك، المؤكدة على علمانية البلاد، في حين يعتبر حزب العدالة والتنمية الحاكم حزباً إسلامياً يدافع عن القيم الدينية في البلاد، ولطالما كانت اللغة العربية جزءاً من الصراع بينهما.
ولم يصدر بعد عن الحزب الحاكم أي رد فعل بخصوص الموضوع.