عكست التهديدات التركية بمواصلة عملية “نبع السلام” في الشمال السوري، والحديث عن صعوبات في تطبيق مذكرة تفاهم “سوتشي” في تلك المناطق، والرد الروسي على ذلك، خلافا بين الجانبين.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قد أكد الثلاثاء، أن بلاده تواجه بعض الصعوبات في الشمال السوري، وأنهم يعملون على حلها في لقاءات مع روسيا.
والاثنين، كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، صرح بأن أنقرة مستعدة لاستئناف العمليات في سوريا إذا لم تف روسيا والولايات المتحدة بالتزاماتهما بسحب الوحدات الكردية من المنطقة الأمنية.
وفي ردها على ذلك، أعربت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، عن استغرابها مما ورد في تصريح وزير الخارجية التركي من تهديد باستئناف العملية العسكرية في شمال سوريا.
وعلى لسان المتحدث باسم الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، قالت الوزارة إن تصريح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بشأن عدم تنفيذ روسيا لتعهداتها والتهديدات باستئناف العملية العسكرية في شمال سوريا، التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع، يثير الاستغراب لدى وزارة الدفاع الروسية.
وأضافت أن الوزارة تعبر عن استغرابها من تصريح تشاووش أوغلو بشأن مزاعم عدم تنفيذ روسيا لتعهداتها، وأيضا التهديدات بإطلاق العمليات العسكرية في شمال سوريا.
ويثير كل ذلك تساؤلات حول نقاط الخلاف بين أنقرة وموسكو، على الرغم من استمرار الدوريات المشتركة شرقي الفرات، بموجب الاتفاق التركي الروسي في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في سوتشي.
محور الخلاف
ومجيبا على ذلك، أكد القيادي العسكري في الجيش الوطني السوري، العقيد عماد شحود، أن تركيا تدرك أن “قسد” لم تنسحب من كل المناطق المتفق عليها، وتحديدا من المناطق التي يتم فيها تسيير دوريات تركية روسية مشتركة.
وأوضح شحود، أن “محور الخلاف أن روسيا لم تقم بسحب “قسد” من كامل الشريط الحدودي بعمق 10 كليومترات”، مضيفا أن “الاتفاق ينص على تسيير دوريات مشتركة بعد ذلك الانسحاب، غير أن ذلك لم يطبق على الأرض، ولا زالت قوات “قسد منتشرة في المناطق الواقعة خارج نطاق عملية نبع السلام”.
وقال إن تعرض الدوريات التركية للهجمات بالقنابل الحارقة (المصنعة يدويا) من قبل “قسد” التي تدعي أن المدنيين هم من يقومون بهذه الأعمال، يؤكد عدم انسحاب المليشيات الانفصالية من كل هذه المناطق.
التنصل من المسؤولية
مدير المكتب السياسي في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، قال إن كل ما تم الحديث عنه من انسحاب لـ”قسد” من المناطق الحدودية، لم يكن إلا مسرحية قام بها النظام السوري و”قسد”، بتنسيق روسي.
وأوضح أن روسيا تتنصل من مسؤوليتها، وتحاول إيهام تركيا بأن رفع أعلام النظام السوري في المناطق الحدودية، جاء بعد انسحاب “قسد” من تلك المناطق، مشددا على أن تركيا تدرك تماما حقيقة ما يجري على الأرض.
وأضاف سيجري، أن روسيا باتت أمام مواجهة استحقاق سوتشي، ولذلك بدأت تطلق هذه التصريحات من قبيل حديثها عن تطبيق كامل لتفاهم سوتشي، حتى تتملص من تعهداتها أمام الجانب التركي.
وتابع: “بدأت روسيا تشير إلى عدم التزام تركيا بتطبيق التفاهمات المشتركة في إدلب”.
تل رفعت ومنبج
وإلى جانب عدم التزام روسيا بسحب “قسد” من الشريط الحدودي مع تركيا بعمق 10 كيلومترات، لا زالت ملفات منبج وتل رفعت عالقة، كما يؤكد الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد .
وأردف أن “روسيا وتركيا اتفقتا على طرد “قسد” من هاتين المنطقتين، غير أن قسد لا زالت باقية، ولا زال الخلاف على الجهة التي ستحل مكان “قسد” سواء النظام، أم المعارضة”.
وتوصل الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق في مدينة سوتشي الروسية بتاريخ 22 تشرين الأول ينص على انسحاب ” الوحدات الكردية “من الحدود، وتسيير دوريات مشتركة بين عين العرب (كوباني) والمالكية شمال شرق سوريا.
.
المصدر/ arabi21