رحبت تركيا، أمس الجمعة، باتفاق السلام الذي وقعته الحكومة الأفغانية مع الحزب الإسلامي الذي يقوده “قلب الدين حكمتيار”، أحد أبرز زعماء المعارضة المسلحة.
وأعربت وزارة الخارجية التركية، في بيان مكتوب، عن تمنيها في أن “يشكل الاتفاق نموذجاً لبقية المجموعات المسلحة في أفغانستان”، ودعمها لإحلال الأمن والسلام الدائمين في البلاد.
وقالت الخارجية إنه “بدلاً من التركيز على الآلام التي عاشها الشعب الأفغاني في الماضي، فإن نجاحه بإظهار وحدة في سبيل تحقيق مستقبل مشترك مزدهر، يبعث الأمل بشأن مستقبل أفغانستان”.
وبعد مرور عامين على بدء مفاوضات اتفاق السلام بين الحزب الإسلامي بزعامة “حكمتيار”، والحكومة الأفغانية برئاسة عبد الله عبد الله (الرئيس التنفيذي)، توصل الطرفان إلى اتفاق حول توقيع اتفاق للسلام، حيث وقّع الخميس الماضي، عن الحزب زعيمه “حكمتيار”، وعن الجانب الحكومي مسؤولين فيها، قبل أن يصادق عليه رئيس البلاد، أشرف عبد الغني، أمس الخميس.
وجرى توقيع الاتفاق، في مقر المجلس الأعلى للسلام بالعاصمة كابول، وحضر مراسم التوقيع حنيف أتمار، المستشار الأمني للرئيس الأفغاني، وبير سعيد أحمد جيلاني، رئيس المجلس الأعلى للسلام، وأمين كريم، ممثلاً عن الحزب الإسلامي ورئيساً لوفده.
جدير بالذكر أنّ الاتفاق المبرم بين الطرفين ينص على إخراج اسم “حكمتيار”، زعيم الحزب، وأعضائه من اللائحة السوداء الدولية، إلى جانب إنشاء ثكنة خاصة بهم في كابول، وإمكانية استفادتهم من الدعم الحكومي، وإطلاق سراح أعضاء الحزب من السجون الأفغانية.
ومنذ 14 عامًا يقاتل الحزب الإسلامي، الحكومة الأفغانية في مناطق مختلفة بأرجاء البلاد، ونفذ هجمات انتحارية استهدفت القوات الأفغانية والأجانب خاصة في كابول.
وحارب حكمتيار في ثمانينات القرن الماضي ضد الاتحاد السوفيتي، وتولى رئاسة الوزراء في التسعينات، قبل صعود حركة طالبان للحكم، إلا أن الولايات المتحدة أعلنته إرهابيا عام 2003، كما وضعت الأمم المتحدة اسمه على القائمة السوداء.