أكد المحلل الاستراتيجي لسندات الأسواق الناشئة في بنك “برامبرغ” الاستثماري الألماني، كارستن هيس، أن الأسواق لم تكترث كثيرا بخفض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني، درجة تركيا، قائلا: “الاقتصاد التركي يتمتع بقابلية للنمو الجيد خلال السنوات المقبلة، وتعد تركيا بلدا جاذبا للغاية، نظرا للميزات الإيجابية لتركيبتها السكانية وزيادة نموها السكاني”.
وفي حديثه للأناضول، علّق هيس، على التقييم الذي أجرته “موديز”، الجمعة الماضية، للتصنيف الائتماني لتركيا، بتخفيض درجتها من “Baa3” (تعتبر ذا نوعية ائتمانية متوسطة، وتحمل مستوى متوسط من المخاطر، ولا يعتمد عليها مع إمكانية الاستثمار فيها)، إلى “Ba1” (التزامات مشكوك في نوعيتها مع نظرة مستقبلية مستقرة)، موضحا أنه بحسب التجارب السابقة يجري تداول وتجارة السندات بشكل مستقل عن تصنيفات وكالات التصنيف الائتماني.
وأشار هيس، إلى إمكانية تأخر وكالات التصنيف في القرارات التي ستتخذها، مضيفا: أن “المستثمرين المحترفين هم من يقررون في مسألة مدى كون دولة ما جاذبة للاستثمار أم لا، وذلك بشكل مستقل عن تقييمات وكالات التصنيف”.
ويرى الخبير، أن الطلب على تداول السندات طويلة المدى (10 أعوام) في تركيا، شهد أكبر ارتفاع له، خلال العامين الماضيين، عقب قرار “موديز”، وهو ما يعد مؤشرا على عدم إيلاء المستثمرين أي اهتمام لتقييمها.
وقال هيس: “تعد تركيا بلدا جاذبا نظرا لميزتها الإيجابية المتعلقة بالتركيبة السكانية، ونموها السكاني، حيث ارتفع عدد سكانها خلال السنوات الـ 20 الماضية بمعدل 1.5%، ويتوقع ارتفاعه بمعدل 1% خلال السنوات العشرة القادمة. أما أوروبا فهناك نمو سلبي للسكان”.
وأوضح أن “مستويات الديون بتركيا منخفضة نسبيا، لذا فإن إمكانية الاستثمار والنمو قابلة للارتفاع، كما أن إجراء أي تحديثات أو تحسينات في اتفاق الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، من شأنه أن يكون عنصرا داعما لمستقبل تركيا”.
وأضاف: “اعتاد المستثمرون على المخاطر السياسية في المنطقة، إلا أنهم يتجاهلون تلك المخاطر في حال عرضت لهم فرص استثمارية جاذبة، إلى جانب إخضاعهم إلى معاملة عادلة”.
وشدد على أهمية الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها تركيا، بغية تطوير موقعها في سوق المنافسة العالمية، مشيرًا إلى إشادة المستثمرين بلقائهم مع الرئيس التركي، رجب طيب أروغان، الأسبوع الماضي في نيويورك، واجتماعهم مع مسؤولين من الحكومة التركية في لندن.
وخفضت موديز تصنيف تركيا الجمعة الماضي، على المدى البعيد من “Baa3″، الذي يعني إمكانية الاستثمار بها، إلى “Ba1” مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكالات التصنيف الائتمانية الدولية، واعتبر أن التقييمات التي تصدرها “سياسية” عدا بعض الاستثناءات.
وكانت موديز، أعلنت في يوليو/تموز الماضي، أنها ستعيد النظر في درجة تركيا الائتمانية على المدى البعيد، وذلك بعد المحاولة الانقلابية التي قامت بها منظمة فتح الله الإرهابية منتصف ذات الشهر.