ريحان أوزترك 40 عام ، كانت في عداد الأموات قبل عشرين عاما حيث تركها الأطباء على طاولة العمليات، بعد أن حكموا عليها بالموت، إلا أن إحدى الممرضات شعرت بتنفس المريضة وأنها مازالت على قيد الحياة.
وقعت الحادثة شمال تركيا في مدينة سامسون ، بينما خضعت المريضة لعملية جديدة في السنة الماضية لاستخراج رصاصة كانت قد استقرت في جسدها منذ الحادث القديم.
وقد نشرت الأخيرة مشاركة لها عبر حسابها الفيس بوك تنعى به الفقيدة (أشكين جازان، 28 عام) من أهل حيها، قُتلت برصاصة مسدس ذكرتها بالحادث المأساوي الذي مازال أثره في جسدها، وفي سياق الصورة التي نشرتها على صفحتها علقت قائلة:” هذه الرصاصة التي لا تقدر بقيمة ثلاث ليرات، لا تصنع رجلا، ولا تصنع بطلا، و لا تستحق أن تُلقى في الهواء، بل فقط قادرة على إزهاق نفس حية..!”
وتستفيض أوزترك في سرد قصتها ، حين ذهبت مع عائلتها للمشاركة في حفل زفاف أحد أقاربها عام 1999 في حي مشاليداغ، بمحافظة الأربعاء ،
وقد افترشت الأرض بعد أن أصابتها رصاصة مسدس وهي جالسة على كرسيها وقد كانت أنهت لتوها رقصتها.
وفي الحال ذهبت بها عائلتها بسيارتهم الخاصة إلى مستشفي الأربعاء الدولي بالمنطقة ، وبعد إجراء الفحص تبين أن الرصاصة استقرت بين القلب والقفص الصدري، وهي بحاجة لعملية عاجلة، وبناء على قرار إدارة المستشفى، تم نقلها إلى مستشفى سامسون الدولي ، وهناك تُركت على طاولة العمليات بينما أكد الأطباء موتها.
وفي تلك الأثناء العصيبة لاحظت الممرضة التي كانت تعمل في الغرفة وجود نفس عند الضحية، وأبلغت الأطباء على الفور ، إلا أنهم لم يستطيعوا استخراح الرصاصة التي استقرت في جزء حساس بالصدر، ونقلت للعلاج في وحدة العناية المركزة لمدة عشرة أيام قبل أن تغادر المستشفى، وأجبرت على التعايش مع الرصاصة التي لم يفلح الأطباء في استخراجها.
وبعد فترة انتقلت أوزترك للعيش باسطنبول ،وعثرت على عمل مناسب هناك كما تزوجت في العام 2005، وبعد زواجها بأسبوع فقط أُصيبت في حادث سير بينما كانت تستقل أحد الباصات، وكانت الإصابة خطيرة لدرجة أنها أقعدتها خمسة شهور ونصف قبل أن تستعيد حياتها الطبيعية،
واضُطرت لتغيير السكن مجددا بعد ذهابهما إلى موغلا ليستقرا في محافظة دالامان هناك تبعا لطبيعة عمل زوجها كطباخ.
وبدأت حياة جديدة بالعيش مع طفلها بويراز الذي يبلغ من العمر أحد عشر عاما، بعد أن انفصلت عن زوجها قبل ست سنوات.
وتذكر أوزترك أنها ذهبت إلى اسطنبول العام الماضي، لتلقي العلاج في قسم الأمراض الصدرية بمستشفى يديكولا، بعد شكايتها من اختلاج بالتنفس وعدم انتظام دقات القلب نظرا للرصاصة التي أبت إلا أن تصطحبها طوال هذه السنين.
وبعد إجراء الفحوصات المقررة بيّن لها الطبيب أنها بحاجة لإجراء عملية لكنها حرجة جدا ونسبة نجاحها 1%، تاركا لها الخيار في اتخاذ القرار، ورجحت الأخيرة خيار الخضوع تحت مشرط العملية التي استمرت 8 ساعات متواصلة ، قبل أن تستعيد عافيتها وتعود إلى دلامان مجددا.
وكانت قد شاركت صورة لضحية رصاصات الاحتفال بالخروج للخدمة العسكرية في سامسون، والتي جذبت اهتمام متابعيها على الصفحة، ثم تلتها بصورة الرصاصة التي تم إخراجها بنجاح، بعد معاناة سنوات طوال، تابعت قولها:” لو كنتم تعلمون مدى الألم الذي تسببته هذه الصغيرة بنظركم، لما أقدمتم على أفعالكم،لله دركم اتركوا هذه الأسلحة..!”
.
ترجمة وتحرير تركياالآن