5 ملايين دولار تشعل حربا قضائية بين سعوديتين في أمريكا.. إحداهما ناشطة والأخرى عارضة أزياء

نشرت الصحافية دانيا العقاد تقريرا لها على موقع “ميدل إيست آي” عن معركة قضائية بين عارضة أزياء سعودية وأخرى ناشطة وجاء عنوانه “عارضة الأزياء السعودية ضد الناشطة السعودية ومعركة الخمسة ملايين دولار التي تتخمر في مانهاتن”.

وفي قلب المعركة القضائية واحدة تقول إنها أرادت كشف النفاق والثانية قالت إنها خسرت مليون دولار في عملها كعارضة بسبب ذلك.

وتقول العقاد إن المعركة القضائية تبدو من بعيد كخصام في محكمة خرج عن السيطرة إلا أن الدعوى القضائية المطالبة بتعويض خمسة ملايين دولار نيابة عن روان عبد الله أبو زيد، الناشطة على منصات التواصل الإجتماعي والمعروفة بروز كعارضة أزياء ضد الناشطة والمصورة السعودية المقيمة في أمريكا دانا المعيوف تعبر عن صراع عميق بينهما.

وقدمت الشكوى إلى المحكمة العليا في مانهاتن بآب (أغسطس) وتزعم أن المعيوف قامت بالتشهير بأبو زيد بطريقة ضارة أدت لخسارتها حفلات عرض أزياء بقيمة مليون دولار، ويقول محاموها إنها تريد مواصلة مسيرتها وتحقيق حلمها بأن تصبح عارضة أزياء محترفة.

أما المعيوف الناقدة للحكومة السعودية والتي تركت البلاد عام 2012 فتقول إنها كانت تحاول كشف النقاب والحديث نيابة عمن لا يستطيعون الحديث. وعبرت عن قلقها من إمكانية أن تكون الدعوى القضائية التي تكلف الملايين تقف وراءها الحكومة السعودية، ولدى المعيوف 30 يوما للرد على دعوى أبو زيد وبعدها ستحول إلى القضاء.

وبحسب الدعوى التي قدمت نيابة عن عارضة الأزياء فقد كتبت المعيوف عن أبو زيد بأنها “مثال عن شخصية هربت من القمع سابقا في السعودية لكي تحقق النجاح في أمريكا”. ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن المعيوف قولها إن أبو زيد وضعت صورها الفاضحة على وسائل التواصل الإجتماعي وهي في السعودية، وهو ما كان بإمكان المؤسسة الدينية انتقاد أبو زيد عليه. وعندما وصلت إلى الولايات المتحدة قالت إمرأة زعمت أنها شقيقتها إن أبو زيد هربت من والدها، مما أثار أسئلة عن كيفية مغادرة عارضة الأزياء المملكة.

وكانت المعيوف تقدم نصائح للنساء السعوديات اللواتي حاولن الهروب من المملكة حيث أثارت تصريحات وضعتها أبو زيد على الإنترنت هاجمت فيها طالبات اللجوء السعوديات بشكل أثار إحباطهن. ولكن أبو زيد تزعم في الدعوى التي قدمتها أن الهجوم الذي شنته عليها المعيوف “كان من أجل تدمير عملها الذي تعبت عليه” ولأنها رفضت الانضمام للحملة المضادة للسعودية التي شنتها المعيوف على وسائل التواصل الإجتماعي.

وقال محامي أبو زيد، مايكل وينستاين إن مزاعم هروب موكلته من السعودية “سخيفة”. وقال إن أبو زيد لم تنشر صورا فاضحة تسببت بمشاكل مع المؤسسة الدينية وأن والدها كان داعما لها عندما كانت في السعودية والولايات المتحدة. وقال “لم تهرب من والدها فقد كانا قريبين والزعم سخيف”. وجاء في الدعوى أن الناشطة بعد رفض العارضة لسبب خروجها من السعودية استهدفتها بوابل من “الهجمات الشخصية” بما في ذلك اتهامها بالعنصرية ومعاداة المثليين، حيث تقول معيوف إنها كانت تحاول وصف ما رأته نفاقا في تصرفات العارضة.

وقالت المعيوف إنها شعرت بالقلق عندما شاهدت أبو زيد في صور مع نجوم من المثليين مع انها نشرت لقطات فيديو بالعربية على سنابشات وصفت فيها المثليين بأنهم “مرضى بحاجة للعلاج”.

وقالت المعيوف إن التناقض في مواقف العارضة أغضب المثليين السعوديين الذين كانت على اتصال معهم ولا يستطيعون الحديث علانية خوفا من الإنتقام. و “لهذا واجهتها على تويتر” وقلت “لماذا تقولين مثل هذا؟ وعليك الإعتذار”.

وبحسب الدعوى قامت المعيوف عن “قصد وبطريقة ضارة” بالتدخل في الماركات التي تمثل “فرصا اقتصادية” بما في ذلك ميبلاين وفيكتوريا سيكرتس وغيس. وقال وينستاين إن “الكثير من الماركات أوقفت علاقتها مع العارضة روز نتيجة الحملة العدوانية والمتكررة من المدعى عليها”.

وترد المعيوف إنها تقوم بممارسة حقها “ولي حق الإعتراض ولا أقوم بعمل شيء غير قانوني، وكل ما قمت به هو توعية الماركات بما يحدث” و “جئت إلى هنا لأنني أردت حريتي وحرية التعبير ولو خسرتها هناك فسيكون ما قاتلت من أجله لا شيء”. وقالت المعيوف إنها تلقت عرضا مغريا في السعودية لو توقفت عن نقد الحكومة. وتعرض حسابها على الإنترنت مثل أي حساب ناقد للحكومة لهجوم مستمر.

وتواجه الآن دعوى قضائية بخمسة ملايين دولار حيث تقول إنها تشعر بوجود حملة منظمة لأنها طرحت أسئلة. وعندما سئل إن كانت الحكومة السعودية تدفع تكاليف مرافعته عن أبو زيد قال وينستاين :”هذا كلام سخيف بالمطلق ولا أعرف أحدا في الحكومة السعودية ولم أزرها أبدا”. وهو يرى الأمور من زاوية مختلفة عن المعيوف “في الولايات المتحدة لدينا حرية تعبير ولكن هناك قوانين ضد التشهير، فلا تستطيع قول كلام زائف كما تريده”.

وقال “الحقيقة هو أن دانا قامت بنشر بيانات خاطئة وهذا هو التشهير، ومن الواضح أن لديها بعض القضايا مع موكلتي ولا علاقة لها بالعنصرية أو معادلة المثليين أو البغاء ولكنها تريد القضاء على موكلتي”.

وتقول معيوف إنها لم تفعل شيئا بخلفية الحسد أو الخبث وتساءلت عن السبب الذي جعل أبو زيد تستهدفها من بين مستخدمي منصات التواصل الإجتماعي ولأنها ليست الوحيدة من انتقدها. وقالت “النفاق أمر يثير غضبي ولا أحبه” و “كل ما أريده هو الاستمرار بعملي ولو كان هناك كاذب أو منافق فسأقوم بكشفه ووضع الدليل لو وجدته. ولن اتوقف عن الحديث وسأواصل الحديث عن حقوق الإنسان ولن اتوقف”.

المصدر: وطن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.