كشفت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية أنّ الطيار المتدرب السعودي، الذي قتل ثلاثة من البحارة الأمريكيين في قاعدة بينساكولا الجوية البحرية، نشر رسائل مُقلِقة على شبكات التواصل الاجتماعي قبل أشهر من الهجوم، وفقاً لتقييم أصدرته وكالات إنفاذ القانون الأمريكية.
حسب تقرير الصحيفة البريطانية الذي نشرته، الأحد، ذكر التقييم الذي شاركت عدة وكالات استخباراتية في إعداده، ونشرته شبكة ABC News الأمريكية، أنَّ محمد الشمراني -الطالب الذي كان يحمل رتبة ملازم ثان في سلاح الجو السعودي ونفذ هجوم بينساكولا- كتب رسالةً مُبهَمة في 11 سبتمبر/أيلول الماضي، قال فيها: «لقد بدأ العد التنازلي».
كذلك دافع المواطن السعودي (21 عاماً) عن الجهاد على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف غير المسلمين بأنهم «كفار»، وفقاً للتقرير.
تفاصيل جديدة «تقشعر لها الأبدان» عن الهجوم
كشف التقييم الذي شارك في إعداده مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية، والمركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، ووكالة استخبارات الدفاع عن تفاصيل جديدة تقشعر لها الأبدان عن الهجوم.
قال التقرير إنَّ إطلاق النار استمرّ 15 دقيقة، أطلق خلالها الشمراني 180 رصاصةً من مسدسه المُرخَّص، الذي كان من طراز غلوك 9 مم، والذي كان مزوَّداً بخزينة تكفي عدداً كبيراً من الرصاصات.
أطلق الشمراني بعض الطلقات مباشرةً على صورةٍ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسٍ أمريكي سابق لم يُذكَر اسمه في التقرير.
هذا، ويجري التحقيق حالياً في حادث إطلاق النار تحت افتراض أنه كان عملاً إرهابياً، فيما نُشِرت تقارير سابقة عن وجود علامات تطرُّف ظاهرة لدى الشمراني.
فقُبيل الهجوم مباشرة، وَرَد أنَّه نشر بياناً يشيد فيه بأسامة بن لادن، الذي دبَّر هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وكتب في البيان: «أنا ضد الشر، وأمريكا بأكملها أصبحت أمة شريرة».
قبل أيام من إطلاق النار استضاف الشمراني ثلاثة من زملائه من طلاب الجيش السعودي، في حفل عشاء، حيث شاهدوا مقاطع فيديو عن حوادث إطلاق نار جماعي.
يعتقد المحققون أنه زار عدة أماكن في مدينة نيويورك، بما في ذلك مركز روكفلر ومتحف 11 سبتمبر/أيلول، قبل أيام من إطلاق النار، ويعملون على معرفة الغرض من زيارته.
يحاول المحققون معرفة ما إذا كان الهجوم نابعاً عن تصرُّف فردي، وقد احتجزوا الأشخاص الثلاثة الذين استضافهم الشمراني على العشاء، والذين زُعم أنَّ أحدهم كان يصور مقطع فيديو خارج المبنى.
التحقيق يجري تحت افتراض «عمل إرهابي»
من جانبه، قال حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس إنَّ التحقيق يجري تحت «افتراض أنَّ هذا عملٌ إرهابي»، ودعا إلى تحسين إجراءات التدقيق في شؤون الأجانب المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة للتدرُّب في القواعد الأمريكية.
في حديثه في مؤتمر صحفي بعد ظهر يوم الأحد الماضي، 8 ديسمبر/كانون الأول، ذكر ديسانتيس أيضاً أنَّ مُنفِّذ الهجوم كان لديه أثرٌ يُمكن تعقُّبه به على مواقع التواصل الاجتماعي و «كراهيةٌ عميقة تجاه الولايات المتحدة».
أشار أيضاً إلى أنَّه يعتقد أنَّه كان بالإمكان منع هذا الهجوم بتحسين إجراءات التدقيق في شؤون الأجانب الذي يدخلون الولايات المتحدة. وقال: «يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأمة». وأضاف: «من المرفوض بالنسبة لي أن يستطيع هذا الشخص إزهاق أرواح ثلاثةٍ من بحَّارتنا».
جديرٌ بالذكر أنَّ الولايات المتحدة لديها برنامجٌ تدريبي قوي للسعوديين، يُقدِّم المساعدة لهم في الولايات المتحدة والسعودية منذ فترة طويلة. فيما يوجد أكثر من 850 سعودياً في الولايات المتحدة لحضور أنشطة تدريبية مختلفة.
هُم يشكلون جزءاً من 5 آلاف طالب أجنبي من 153 دولة، موجودين في الولايات المتحدة لتلقِّي تدريبات عسكرية.
المصدر: وطن