تطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في معرض تمهيده لتدخل بلاده العسكري في ليبيا، بعد توقيعها اتفاقية بالخصوص مع حكومة طرابلس، إلى كمال أتاتورك بإشارته إلى صلته بهذا البلد.
واستغل أردوغان في 22 ديسمبر الفرصة للحديث عن مؤسس تركيا الحديثة، كمال أتاتورك وصرّح قائلا: “إذا كانت ليبيا لا تعنينا، فماذا كان يفعل أتاتورك هناك؟ وأي نضال كان يخوض واضعا الموت نصب عينيه. إذن فليبيا مكان يجب أن نقف إلى جانبه، بالنسبة لنا، حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا عند الضرورة”.
وذهب في خطابه الأخير الذي ألقاه بعد عودته من زيارة مفاجئة إلى تونس كانت مخصصة للأزمة الليبية، إلى القول إن ليبيا “أمانة العثمانيين ومصطفى كمال أتاتورك”.
الرئيس التركي فيما يبدو فتح صفحات التاريخ العثماني على مصراعيها، وركّز في الفترة الأخيرة على علاقة العثمانيين بليبيا عقب توقيع أنقرة اتفاقيتين توصفان بأنهما مثيرتان للجدل، واحدة بحرية وأخرى دفاعية مع حكومة الوفاق الوطني المتمركزة في طرابلس.
وكان كمال أتاتورك وعدد من الضباط الأتراك قد شاركوا في الحرب ضد الغزو الإيطالي لليبيا الذي بدأ عام 1911، حيث دخلت مجموعة من الضباط العثمانيين بقيادة أنور باشا، وكان بينهم أتاتورك، ليبيا بعد رحلة طويلة انطلقت من الأناضول إلى الشام ثم مصر، ومنها إلى مدينة بنغازي، بشرقي ليبيا.
وصلت هذه المجموعة من الضباط الأتراك إلى ليبيا في أكتوبر من عام 1911، وعين كمال أتاتورك قائدا لمنطقة درنة العسكرية، وهناك خاض مع المقاتلين الليبيين معارك شرسة ضد الإيطاليين، وتعرض في إحدى المعارك بمدينة درنة إلى إصابة خطيرة في عينه في يناير عام 1912.
وبعد توقيع الدولة العثمانية مع إيطاليا معاهدة “أوشي لوزان” في 3 أكتوبر 1912 التي انسحب بموجبها العثمانيون من ليبيا، غادر كمال أتاتورك ورفاقه البلاد على عجل وتوجهوا للقتال في البلقان بعد أن ساءت الأوضاع هناك.
.
المصدر: RT