قال خبير أمني تركي، إن روسيا أرادت أن تعاقب تركيا بسبب اتفاقها الأخير مع حكومة الوفاق الوطني بطرابلس، عبر تصعيد حدة التوتر بإدلب.
وأوضح الجنرال التركي المتقاعد، نعيم بابور أوغلو، في حوار أجراه معه الكاتب تونجا بنغين، على صحيفة “ملييت” المحلية، إن روسيا والنظام السوري لديهم خطة فعالة في عملياتهما الحالية، عبر سلاح الجو والقصف البري.
وأشار إلى أن قوات النظام السوري بدعم من روسيا، تواصل هجماتها ضد المنظمات المسلحة بإدلب من الجنوب والجنوب الغربي والجنوب الشرقي، وكذلك من الشرق، وتعمل على تضييق الخناق عليهم باتجاه الحدود التركية.
وتساءل الخبير الأمني، عن وجهة تلك المنظمات المسلحة وخاصة المتشددة، لافتا إلى أنه بين تركيا وسوريا بإدلب خط طول حوالي 130كم.
وأوضح أن تلك المنظمات المتشددة قد تحاول الدخول إلى تركيا هربا من هجمات روسيا والنظام، عبر تدفق النازحين السوريين نحو الحدود، أو استخدام طرق أخرى.
ولفت إلى أن روسيا تتذرع بأنه لم يتم إزالة المنظمات الإرهابية مثل القاعدة والنصرة وتحرير الشام من تلك المناطق، لكن هناك سبب آخر وهو التطور الحاصل في ليبيا والموقف التركي مؤخرا هناك.
وأكد على أنه على الرغم من التوافق والتعاون بين روسيا وتركيا في الملف السوري عبر مسار أستانة، وكذلك صفقة “أس400″، لكن تركيا باتفاقها مع حكومة الوفاق الوطني والمعترف بها دوليا، وقفت في مواجهة روسيا التي تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في عملياته ضد طرابلس.
وأضاف أن روسيا قامت بالتصعيد في إدلب، والتي تعتبر نقطة ضعف بالنسبة لتركيا ردا على اتفاقها مع خصومها في ليبيا وتحالفها معهم (حكومة السراج).
وأكد على أن روسيا ستواصل هجماتها بإدلب وستعمل على التصعيد بشكل أكبر، حتى الوصول إلى اتفاق مع تركيا بشأن ليبيا.
وأوضح الخبير العسكري والأمني، أنه ما دامت تركيا شكلت خط مواجهة ضد روسيا في ليبيا، فإن موسكو ستتخذ ذات الخطوات ضد أنقرة في إدلب وشرق الفرات وغربه من خلال النظام السوري.
وشدد على أن الاجتماع في كانون الثاني/ يناير المقبل، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيكون ساخنا وحاسما بذات الوقت.
وحول الموقف الأمريكي مما يجري في ليبيا وإدلب، أكد الخبير الأمني أن الولايات المتحدة بالبداية وقفت ضمن الجهات الداعمة لحفتر، ولكن عندما يكون الأمر متعلقا بروسيا، فإنها تبدي خطوات شديدة الحذر، وكأنها تقف بالمنتصف.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة، تستخدم المنظمات المتشددة والإرهابية شمال سوريا كأداة لها، وبين الحين والآخر، تضغط من خلالهم على تركيا وروسيا.
وأشار إلى أن “السعودية والإمارات تمولان تلك المنظمات المتشددة، وبالتأكيد بضوء أخضر من الولايات المتحدة، ولهذا السبب فإن واشنطن لا تريد تدمير تلك المنظمات لأنها تستخدمهم كورقة بيديها في سوريا كما تشاء”.
.
المصدر/ arabi21