صور فضائية تحرج البنتاغون.. زوارق إيرانية تحاصر حاملة طائرات (شاهد)

أظهرت صور التقطها قمر صناعي تجاري، قبل أيام، إبحار أجسام صغيرة متعددة قرب حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس أبراهام لنكولن”، أثناء عبورها مضيق هرمز، ما أثار تساؤلات عديدة، ودفع البنتاغون إلى الاعتراف أخيرا.

وأقرت البحرية الأمريكية، ردا على سؤال وجهه إليها موقع “ذا وور زون”، عبر البريد الإلكتروني، بأن تلك الأجسام هي 18 زورقا حربيا من بحرية الحرس الثوري الإيراني، كانوا يستفزون حاملة الطائرات والسفن المرافقة لها، أثناء عبور المضيق.

واعتبر تقرير للموقع الأمريكي أن هذا المشهد يشير إلى المخاطر الكبيرة التي يخلقها كل عبور في المنطقة، وإمكانية حدوث احتكاك خطير يتسبب بانفجار الأوضاع في المنطقة.

 

 

كما وصف ما تفعله طهران بأنه “تحد ناجح” لرمز الهيمنة العسكرية الأمريكية، رغم محاولة البنتاغون التقليل من أهمية ما يجري.

وكانت أغلب الزوارق الإيراني تسير بشكل منتظم خلف حاملة الطائرات، التي كانت برفقة المدمرة “يو أس أس فاراغوت”، التي كانت في المقدمة، والطراد “يو أس أس لييت غالف”، في المؤخرة.

ويذكّر ذلك بما جرى مع حاملة الطائرات “يو أس أس ثيودور روسفلت”، في أيلول/ سبتمبر 2018، بالمنطقة ذاتها، عندما نشرت وسائل إعلام إيرانيا مقاطع تظهر “تحرش” قوارب صغيرة بها، والتقاط من كانوا على متنها صورا باستخدام عدسات كبيرة للقوات الأمريكية وعتادها، ما تسبب بإحراج كبير لواشنطن.

 

 

وبعدها بشهر، أبحرت سفينة هجوم إيرانية سريعة، من طراز “بييكاب” (Peykaap)، مزودة بصواريخ كروز مضادة للسفن، على مسافة لم تتجاوز 300 ياردة عن سفينة “يو أس أس أسكس”، أثناء تواجد الجنرال “جوزيف فوتيل” على متنها، الذي كان آنذاك قائد القيادة المركزية الأمريكية.

وأقر “فوتيل” لصحفيين لاحقا بأن الإيرانيين كانوا يحاولون رصد ما يفعله الأمريكيون، وجمع المعلومات، دون التعليق على عجز أمريكا عن التصدي لذلك.

 

ويشير التقرير إلى أن بحرية الحرس الثوري الإيراني تمتلك مجموعة واسعة من الزوارق السريعة وغيرها من السفن الحربية الصغيرة، وبعضها مزود بصواريخ مضادة للسفن، فضلا عن شبه الغواصات القادرة على حمل الألغام والطوربيدات.

أضف إلى ذلك، تحمل أساطيل القوارب الصغيرة هذه صواريخ موجهة مضادة للدروع، و”أرض جو” محمولة على الكتف، وغيرها.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت الحرس الثوري الإيراني باستخدام بعض قواربه الصغيرة لشن عدد من الهجمات على ناقلات النفط التجارية في وقت سابق من هذا العام.

 

 

ولدى إيران قوتان بحريتان، الأولى هي سلاح البحرية التقليدي، والثانية هي بحرية الحرس الثوري، التي تتمتع بقدرات واستراتيجيات قد لا يكون من السهل على الجيوش الغربية التنبؤ بها.

 

وكانت إيران قد أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي أنها باتت قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأمريكية، وهي أهم عنصر في منظومة الهيمنة الدولية للولايات المتحدة.

وناقش عدة مراقبين أمريكيين إمكانية حدوث ذلك السيناريو، ففي حين استبعده بعضهم، في الوقت الحالي على الأقل، أشار آخرون إلى وجود العديد من الحسابات التي تجعله ممكنا، لا سيما امتلاك إيران سواحل ممتدة والمئات من الفرقاطات والطائرات الانتحارية والصواريخ الموجهة وشديدة الانفجار، فضلا عن الألغام التي يعتقد أنه تم استخدامها في مهاجمة ناقلتين قبالة السواحل الإماراتية مطلع العام الجاري، وغيرها من القدرات غير المعروفة بشكل قطعي، ويعتقد أنها حصلت عليها من روسيا والصين وكوريا الشمالية.

 

ورغم تأكيد تقرير لـ”ناشيونال إنترست” أن إقدام الحرس الثوري على محاولة إغراق مدمرة أمريكية أو حاملة طائرات ستكون له عواقب وخيمة على إيران، إلا أن تمكن طهران من تحقيق ذلك في إطار مواجهة عسكرية سيكون له صدى مدوٍ على الساحة الدولية.

 

.

المصدر/ arabi21

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.