شهادات مثيرة لركاب طائرة “بيغاسوس” في اسطنبول

تسبب تحطم طائرة ركاب، أمس الأربعاء، اثناء عملية الهبوط في مطار صبيحة باسطنبول ، بهلع كبير في صفوف المسافرين على متنها.

وأفاد الركاب الذين نجوا من تحطم الطائرة، بأنهم شعروا بأمور غير اعتيادية قبل وأثناء عملية الهبوط، وكشفوا عن تفاصيل مثيرة للتساؤلات.

وأعلنت السلطات التركية الخميس فتح التحقيقات لمعرفة الاسباب التي ادت الى تحطم الطائرة الأربعاء أثناء هبوطها في اسطنبول، ما أسفر عن 3 قتلى وعشرات الجرحى، بحسب وسائل الإعلام.

وانشطرت الطائرة التّابعة لشركة بيغاسوس التركيّة الخاصّة إلى ثلاثة أجزاء واندلعت فيها النار بعد خروجها عن المدرج في مطار صبيحة الدولي الواقع في الضفّة الآسيويّة من إسطنبول.

وحطت طائرة بوينغ 737 التي كانت تقل 177 راكبا وستة من أفراد الطاقم وآتية من مدينة ازمير في غرب البلاد، وسط أحوال جوية سيئة فيما رجحت السلطات أن يكون الحادث قد وقع بسبب الطقس.

وقد انفصل مقدّم الطائرة الذي يضمّ مقصورة القيادة والمقاعد الأولى عن بقية الجسم، إضافة الى انفصال قسم من مؤخّرها يضمّ آخر عشرة صفوف من المقاعد والذيل.

وقال محافظ إسطنبول علي يرليكيا إنّ الطائرة “انزلقت مسافة 60 مترا” بعد خروجها عن المدرج قبل “أن تسقط (من على منحدر) يتراوح بين 30 و40 مترا”.

وقال إنجين ديمير، الذي أصيب في الحادث، لتلفزيون “إن تي في”  “في ظل سرعة الطائرة، أعتقد أنها لم تكن قادرة على التوقف. حدث كل ذلك في 2-3 ثواني”.

وأضاف أنه حوصر مؤقتًا جراء سقوط حطام الطائرة من مقصورة الأمتعة.

وتابع قائلا:”كان هناك صراخ وصيحات، حاولت تهدئة الناس من حولي. وسرعان ما وصلت المساعدة”.

لم تكن رحلة طبيعية

وقال ناج آخر يدعى ألبير كولو، لوكالة الأنباء الخاصة “دوغان”، إن الرحلة “كانت غير طبيعية منذ البداية حتى النهاية … كانت رحلة مضطربة للغاية. هبطت الطائرة بصعوبة”.

وأضاف أنها كانت سريعة للغاية مقارنةً بالرحلات الأخرى”، مشيرا إلى المفارقة أن إعلان “مرحبا بكم في إسطنبول” تم إصداره بعد هبوط العجلات.

كما أوضح أن الطائرة تمايلت فجأة يسارا ويمينا، ثم انخفضت إلى اليسار حيث سقطت في الخندق الحاد.

ولفت إلى أن تأثير الهبوط قلب المقاعد أمامه تمامًا وتسلل من أجل الخروج خشية أن تنفجر الطائرة.

وأردف قائلا: “كان هناك ذعر وصراخ. الجميع كان يطلب المساعدة. خرجت من الطائرة بمفردي، وذراعي مكسورة، (صعدت) 30-40 مترا. سمعت إعلانات تفيد بأن الطائرة قد تنفجر”.

وفي السياق،  قال مدير عام شركة “بيغاسوس” محمد نانأ” خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة إسطنبول أن الشركة تتعاون مع السلطات التركية بشكل كامل في حادثة تحطم الطائرة.

وأشار إلى أن التعاون مع السلطات ليس فقط في عملية الطيران، بل يشمل التعاون تفاصيل الرحلة كافة من الموظفين إلى الأمتعة ومكان الهبوط.

وبين أن السلطات الأمنية التركية حصلت على “الصندوق الأسود”، متوقعًا بأن يصل التقرير الشامل بالإضافة إلى التسجيلات الصوتية قريبًا.

وقال إن شركة “بيغاسوس” تمتثل للوائح والقواعد والمتطلبات التي تضعها السلطات الدولية والوطنية في تركيا.

وحول نظام السلامة في طائرات “بيغاسوس” أكد أنه متوافق تمامًا مع برنامج السلامة لـ”الاتحاد الأوروبي”، والذي يدعم ثقافة السلامة العالية مع التشغيل الآلي وفقًا للمعايير الدولية.

كما لفت إلى أن النتائج السنوية لـ”بيغاسوس” أعلى من معايير الاتحاد الأوروبي، مبينًا أن الشركة تشجع جميع الطيارين لديها على عدم المجازفة خلال الطيران، والاعتماد على نهج مستقر حتى لا يتعرضون للخطأ.

ويتم تدقيق هذه المعايير التي تتبعها الشركة بشكل سنوي من قبل المديرية العامة للطيران المدني وهيئة التدقيق الأوروبية، وفقًا لنانأ.

ومتوسط أعمار الطائرات في شركة “بيغاسوس” من 3 إلى 5 سنوات للطائرة الواحدة.

ويرى أن الحادثة لا يمكن أن تكون بسبب خطأ واحد، وإنما هناك الكثير من الأسباب سيتم الكشف عنها بالتفاصيل بعد وصول تسجيلات “الصندوق الأسود”.

وتعهد بأن تعمل “بيغاسوس” على تطوير وتحسين كافة الخدمات، وذلك خلال عملية التحقيق في الكارثة التي وقعت في مطار “صبيحة كوكجن” في إسطنبول.

وفيما يخص الضحايا، أكد أن الفرق المنتشرة للشركة تتابع أوضاعهم وتقدم إليهم جميع المتطلبات اللازمة، مقدمًا بالوقت ذاته شكره الكبير للسلطات التركية وجميع المؤسسات التي قدمت المساعدة.

وغيرت شركة بيغاسوس شعارها على تويتر إلى نسخة سوداء في علامة على الحداد، وقالت إن “الأولوية بالنسبة لها هي دعم الأقرباء والأصدقاء الذين فقدوا ذويهم”.

سمعة “بيغاسوس”

ويمتلك أغلبية الشركة الملياردير التركي شوكت سابانجي ويوجد 34.5 بالمائة من أسهمها في بورصة إسطنبول، فيما يتكون أسطولها من 83 طائرة تحلق إلى أكثر من 100 وجهة.

وعلى الرغم من تطمينات ناني، خسرت بيغاسوس انجذاب المسافرين إليها لاسيما بعد تجاوز العديد من طائراتها المدارج.

وانزلقت طائرة أخرى تابعة للشركة مدرج في نفس مطار إسطنبول في 7 يناير / كانون ثان، ما تسبب في الإغلاق المؤقت للمطار. ولم تقع إصابات.

وفي يناير 2018، انزلقت طائرة بوينغ 737 أخرى في أسطول بيغاسوس من مدرج في مطار طرابزون شمال شرقي تركيا.

وكانت الطائرة وصلت وسط غبار فوق البحر الأسود مع توجيه مقدمتها نحو الماء. ولم يصب أحد بسوء.

المصدر: تركيا الان + وكالات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.