تركي عائد من “ووهان” يروي صعوبات الحياة في ظل “كورونا” المميت

على خلفية انتشار فيروس “كورونا” المستجد، سارعت تركيا بإرسال طائرة عسكرية لإجلاء 42 شخصًا، من مدينة ووهان الصينية، مركز الفيروس الغامض الذي سرعان ما أودى بحياة مئات الأشخاص.

ومساء السبت، وصلت طائرة من طراز A400M للعاصمة أنقرة، على متنها 32 مواطنًا تركيًا و6 مواطنين أذربيجانيين، و3 مواطنين جورجيين، ومواطن ألباني، على أن يتم احتجازهم في الحجر الصحي حتى منتصف فبراير/ شباط الجاري.

ومن بين الذين أجلتهم تركيا، باحث تركي يبلغ من العمر 35 عامًا، شهد التطورات السريعة لتفشي المرض في مدينة ووهان، من ارتفاع عدد الوفيات ومحاولة السلطات الصينية مكافحة المرض من خلال تدابير مثل فرض الحجر الصحي.

وقال شاهد العيان التركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في مقابلة مع الأناضول إن “التقارير الإعلامية الأولى حول ظهور الفيروس كانت في الفترة ما بين 10-15 يناير/ كانون الثاني الماضي”.

وأضاف أن “طلبة الدكتوراه الصينيين الذين تحدث إليهم آنذاك قالوا إنه ليس هناك ما يدعو للقلق فالدولة تسيطر على الفيروس”.

وتابع: “لكن الأمور تصاعدت بسرعة بعد 20 ينايرالماضي وتم حظر الدخول إلى ووهان؛ الأمر الذي غيّر تمامًا الحياة الاجتماعية، وأدى بشكل طبيعي لخلق حالة من الذعر في المدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة.”

ومضى قائلًا: “تم إغلاق جميع مراكز التسوق الكبيرة وأماكن التجمعات وحتى الحدائق الرئيسية، وكانت الشوارع فارغة فجأة”، مضيفًا أن بعض الجسور فوق نهر اليانغتسي تم إغلاقها أيضًا مع السماح لبعض السيارات فقط بالعبور.

وأشار إلى عدم معرفته أي شخص مصاب بالفيروس، بسبب تزامن عطلة السنة (الصينية) الجديدة مع فرض إجراءات الحجر الصحي، ولهذا كانت الجامعة، التي كان يمضى فيها معظم وقته، مغلقة بالفعل.

ولفت إلى أنه “سمع للتو عبر تطبيق (المحادثة الصيني) “وي تشات” أن أحد طلاب الدكتوراه الباكستانيين قد مرض وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج”، مشيرًا إلى أن “سيارات الإسعاف كانت تدخل وتخرج من الحي”.

** إجراءات الحجر الصحي

حينما فرضت بكين الحجر الصحي على ووهان في 23 يناير الماضي في محاولة منها لاحتواء الفيروس، شهدت المدينة موجة من الذعر بين سكانها، فحاول البعض الفرار منها، بينما سعى آخرون لتخزين المواد الغذائية والإمدادات.

وعلى غرار ما فعله سكان المدينة، هرع شاهد العيان التركي الذي تم إجلاؤه للمتاجر، واشترى ما يكفي حوالي 5 أيام من الطعام، خوفًا من صعوبة العثور عليه لاحقًا، ولكنه أدرك أن الحكومة الصينية اتخذت إجراءات بهذا الصدد.

وأردف قائلًا: ” لقد كان كل هذا بلا جدوى، فسرعان ما علمت أن هناك سوقا قريبا يمكن شراء كل شيئ منه تقريبًا”، مشيرًا أنه “تم تخصيص بعض الأسواق في المدينة لتوزيع المواد الغذائية الأساسية والفواكه والخضروات الطازجة”.

كما تحدث عن وجودد طلاب يعيشون في المناطق الريفية في ووهان لديهم مشكلة في الحصول على الأقنعة الواقية، مؤكدًا أن الحصول على الطعام لم يكن يمثل مشكلة، على عكس بعض الشائعات في وسائل الإعلام الاجتماعي.

ونوه أن الحكومة الصينية استجابت جيدًا لتفشي المرض.

وتابع: “على الرغم من أن الدولة الصينية حاولت في البداية إخفاءه، إلا أنها تبذل ما في وسعها الآن، لأنه كانت هناك ردود فعل سلبية كثيرة من الناس، لاسيما على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأكد أنهم “يتبعون الآن سياسة أكثر شفافية وتوحيدًا”، مشيدًا ببناء الحكومة الصينية على نحو سريع المستشفيات التي لديها القدرة على استيعاب آلاف المرضى.

واستدرك قائلا: “تم البث المباشر لمراحل بناء هذه المستشفيات على شبكة الإنترنت وشاهده الملايين، كما تم تنظيم حملات التبرع في جميع أنحاء البلاد، وتبرع كل من الأفراد والشركات بالمال”.

وشدد على أن الإجلاء إلى تركيا تم تنفيذه دون أي مشاكل، مشيرًا أن السفارة التركية في الصين ساعدت بشكل كبير.

ومضى بالقول: “إن الجزء الأصعب كان الانتقال إلى المطار، إذ تم إيقافنا في جميع أنحاء المدينة، وبفضل تعاون السفارة التركية مع الدولة الصينية، تم ترتيب 4 حافلات ونقل الناس من منازلهم للمطار”.

واختتم قائلًا: “نحن الآن قيد الحجر الصحي لمدة 14 يومًا، وهو أمر صعب، نظرًا لأننا كنا بالفعل قيد الحجر الصحي في ووهان قبل المجيء إلى تركيا”.

** تطورات تفشي الفيروس

كشفت الصين عن الفيروس الغامض لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون أول 2019، بمدينة ووهان (وسط)؛ الذي أدى لوفاة ما يزيد عن 565 شخص وإصابة أكثر من 28 ألف حالة مؤكدة حتى الآن.

وعلى خلفية انتشار الفيروس، أجلت العديد من الدول رعاياها من مدينة ووهان ومناطق أخرى انتشر بها الفيروس بالصين، مع وضعهم قيد الحجر الصحي وتوفير الرعاية الطبية لهم.

والأسبوع الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

و”كورونا المستجد” الذي بات يسمى بـ”فيروس ووهان” ينتقل عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال.

ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.

 

.

المصدر/A,A

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.