لا تتوقف الأحداث التي تقع عند الحدود التركية مع سوريا، بل على العكس تتفاقم مع مرور الوقت. هناك اضطراب يتخلل ما يجري. معظم آراء الخبراء صارت مرهونة بالمال؛ هناك من يقول “أنا قلت، وأنا ذكرت، وكنت على وشك أن أقول، وقد صرحت بذلك”، والبعض الآخر “انظروا ماذا حدث، لقد توقعت ذلك لكنكم لم تستمعوا لي”…إلخ.
هذه الأقاويل العابرة التي يتم ترديدها في مجالس الأنس، والمقاهي أو على شاشات التلفزيون، لا يليق أن تتردد على ألسنة من هم في قاعة البرلمان، الذي هو قد سمح أصلًا برؤية الجنود الأتراك خارج الحدود.
لا شك أن خبر سقوط شهداء عسكريين في وقت غير متوقع، قد أدمى قلوبنا جميعًا.
لكن علينا أن لا ننسى، أن تركيا الآن في معركة كبرى، بغض النظر عما يقول البعض أو كيف يقيّم البعض الآخر.
إن تركيا ليست في حرب مع الأسد فحسب، بل مع 7 دول من أجل الكفاح لتحديد مستقبل المنطقة.
إن تركيا في حرب مع أولئك الذين تخلوا عن الربيع العربي في منتصف الطريق، والذين يغيرون ألوانهم ومواقعهم كل مرة على الأرض، ويبيعون حلفاءهم، معتمدين على وكلاء جدد لتسيير مصالحهم.
إنها في حرب مع الولايات المتحدة وحلف الناتو، اللذين لا يتوقفان عن زيارة أنقرة وصرف الوعود الخاوية بالدعم، دون فعل شيء حقيقي.
على الرغم من تفاهمات سوتشي وأستانة ولقاءات أنقرة، فإن تركيا في حرب مع روسيا المترددة وسجينة الأساطير، تلك التي لم تستطع التخلي عن عاداتها التي ورثتها من حقبة السوفييت، والتي لم تستطع هضم الهزيمة التي تلقتها من الغرب.
إن تركيا في حرب أيضًا، مع إيران التي يبدو أنها تمارس التقية مع تركيا، أحيانًا تظهر كجارة وأحيانًا كدولة مسلمة، في حرب مع المملكة العربية السعودية التي تستخدم “السنّة” كدرع لتمرير أهدافها القذرة، في حرب مع مصر التي باتت ذيلًا لسياسة السعودية.
إن تركيا في حالة حرب مع الإمارات على الأرض الليبية، ومع إسرائيل في البحر المتوسط.
للأسف، ليس تركيا فحسب، بل جميع الأطراف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حالة حرب مع بعضهم البعض.
هناك حرب مستمرة على الدوام، بين أنظمة الإجرام البشري التي تريد البقاء على قيد الحياة بأي ثمن، وبين المدافعين عن الحرية والعدالة والعيش الكريم.
لكن من الذي سيتفيد من هذه الحروب؟
سيحاول الجميع نسبيًّا أن يجنوا بعض النتائج في إطار حماية حدودهم التي تم رسمها لهم، وسيعتقدون جميعًا أنهم قد ربحوا بغض النظر عن الخسائر التي لحقت بهم. ولذلك سيكون شكل العمل مختلفًا بشكل كامل. إن الغرب الذي تم بات محصورًا في الزاوية، وعاجزًا عن إنتاج شيء جديد للحفاظ على سير النظام العالمي، أو سدّ الخلل في نظامه القديم؛ قد لجأ إلى حكايات صراع الحضارات التي امتدت لسنوات طويلة. ومع ذلك، لم تفلح تلك الخطابات والصيغ التي تم تطويرها، في إصلاح فجوات الحضارة، بل إنها جلبت النهاية للسيطرة العالمية. إن الغرب الذي أراد حل أزماته عبر خلق أزمات عالمية، قد باء بالفشل.
إن حلف الناتو الذي يفخر به الغرب والذي يمثل المؤشر الأكبر لسلطته وقوته، والذي نحن عضو فيه، يبدو أن أركانه في طريقها نحو التفكك، تمامًا كبنية الاتحاد الأوروبي الذي بذلنا جهودًا للانضمام إليه.
إن مجلس الأمم المتحدة الذي يعتبر المؤسسة العالم الأعلى شرعية، قد بات عرضة للنقاش حول مركزيته. حيث القوى التي تدعي السيادة العالمية، تستخدم هذه المجالس الأممية، في فرصة أخيرة لتوجيه العالم نحو صراع حضاري داخلي. وإن النار التي تأكل وسط العالم الإسلامي، وتسعى تركيا جاهدة لإطفائها، تنطلق من تلك المجالس.
إن الحلفاء السابقين وأنظمة النفاق؛ في أول لحظة من تضارب المصالح، أسقطوا نظام صدام حسين الذي اعتبروه غير شرعي، خلال شهور، ومن بعده نظام القذافي خلال أيام، إلا أن أقنعتهم سرعان ما سقطت، عبر مواقفهم إزاء الأسد الذي قتل ويقتل مئات الآلاف. ولعل هذه الحرب هي الامتحان الأخير لمزاعم النظام الدولي والسيادة العالمية.
إن المنتمين للحضارة الإسلامية، إما أن يتحركوا سريعًا للنجاة من هذه النار، أو أن يُحرقوا جميعهم.
في الخلاصة، إن هذه الحرب ليست مجرد حرب لأمان ومصالح ومستقبل تركيا فقط، بل إنها نضال لإنهاء الاضطهاد والقضاء على الاستغلال الممتد منذ قرون، والبقاء بصمود وشموخ. ولذلك السبب، فإن تركيا في حرب مشروعة.
.
بواسطة/ زكريا كارسون
احب اقول لكاتب المقال ان تركيا في حرب مع مصر لان رئيس تركيا زعيم تنظيم الإخوان المجرمين خونة الأوطان وتجار الدين وهو الذي أختار ان يكون في حرب مع مصر ولكنه يصطدم بصخرة سوف تكسر رأسه وهي الجيش المصري العظيم الذي سوف يكسر أنف تركيا ويعيدها الي رشدها بقيادة البطل عبد الفتاح السيسي قاهر الأعداء
تحيا مصر