قال محللون أتراك، إن الأزمة مع روسيا بشأن التوتر الجاري بإدلب، وصل لمرحلة أعمق بكثير من أزمة إسقاط الطائرة الروسية عام 2015، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه بعد مقتل 33 جنديا تركيا ليلة أمس، فإن الميدان السوري دخل مرحلة جديدة.
وذكر الكاتب التركي، محرم ساريكايا، في مقال له على صحيفة “خبر ترك”، أن الأوضاع قد تغيرت بدأ من ليلة أمس في إدلب، على صعيد العلاقة مع روسيا.
وأشار إلى أن جميع الوثائق الموقعة بموجب اتفاق عدم مهاجمة البعض، أو منع نشوب صراعات، أصبحت لاغية وباطلة، اعتبارا من ليلة أمس.
وأكد أن اتفاقي أستانة وسوتشي، اللذين لم يطبقا فعليا في شمال سوريا، قد انتهى بالأمس، لافتا إلى أن الهجوم مماثل للهجوم الأول الذي كان بداية الشهر الجاري، والذي أدى لمقتل 8 جنود أتراك، في إشارة لإعلان روسيا أنها لم تبلغ بحركة القوات التركية على الأرض.
وأوضح أن موسكو لم تنطق بكلمة واحدة، عندما بينت أنقرة أنها أبلغتها بخطواتها كافة في الشمال السوري، بل استمرت الهجمات على النقاط التركية التي أنشأتها مؤخرا.
وأشار إلى أن المفاوضات المتوترة بين تركيا وروسيا، وصلت أعلى ذروتها بشأن سوريا، لافتا إلى أن انعكاس ذلك على أنقرة، يعد أشد وطأة من حادثة إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
واستدل الكاتب في حديثه، باستمالة أنقرة منذ يوم أمس، مباشرة، حلف شمال أطلسي، والولايات المتحدة بدلا من روسيا.
وأضاف أن أنقرة باتت مقتنعة بأنها لا يمكنها التوصل إلى حل في سوريا مع روسيا.
ولفت إلى أن الهجوم الذي نفذ ضد القوات التركية في أحد المباني بإدلب، يشير إلى أنه كان مخططا له ومقصودا، مشيرا إلى أنه من غير المعقول إطلاق مئات القذائف الصاروخية باتجاه المباني دون معرفة من بداخلها.
وأشار إلى أن هجوم أمس كان الأعنف والأكبر بالنسبة لتركيا منذ عام 2016.
ولفت إلى أن أنقرة شهدت بعد هجوم أمس، حراكا داخليا كبيرا من الحكومة وأحزاب المعارضة، شمل اتصالات بين قادة الأحزاب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف أنه عقب الهجوم، بدأت أنقرة بتحركات دبلوماسية مكثفة، بدءا من إطلاع الأمين العام لحلف “الناتو” على تطورات الأوضاع، وصولا إلى إجراء اتصالات مع الولايات المتحدة لبحث إمكانية التعاون في إدلب.
ونوه إلى أن أنقرة اتخذت موقفا ضد الاتحاد الأوروبي، بعد الهجوم، بسبب سياسته معها وتجاهله مطالبها بنشر منظومة “الباتريوت”، مشيرا إلى أنها أزالت الحواجز كافة، التي تحول دون عبور اللاجئين السوريين إلى أوروبا.
وأوضح أن خطوة أنقرة حول اللاجئين، رسالة إلى أوروبا بسبب موقفها السلبي تجاه تحمل أعباء اللاجئين ودورها المنوط في سوريا.
وختم الكاتب بأن الأوضاع في سوريا من الآن فصاعدا لن تكوم كما كانت سابقا.
بدوره قال الكاتب التركي، موسى أوزقورلو، إنه بدءا من اليوم تنتهي بالنسبة لأنقرة مرحلة التهديد، مشيرا إلى أن التطور الأخير يقضي تماما على احتمالية تراجعها عن قرارها بإجبار سحب القوات التركية من منطقة خفض التصعيد.
وأشار في مقال له على صحيفة “دوار”، إلى أن أنقرة تجاهلت الرسائل الروسية المنتقدة لها بشأن إدلب، مؤكدا أنه لم يكن من المتوقع أن يحصل هذا العدد الكبير من الخسائر (مقتل 33 جنديا).
وأضاف أن روسيا بدأت استخدام مصطلح “لست أنا بل النظام السوري”، الذي هاجم القوات التركية في إدلب.
وأكد أن الولايات المتحدة تعد الآن التوتر بين روسيا وتركيا فرصة لها، لافتا إلى أن النظام السوري مصر على عدم التراجع عن عملياته في إدلب.
ورأى الكاتب أنه نتيجة للتطورات الأخيرة، فإن نظرة روسيا تجاه تركيا، ستختلف بشكل كبير بسبب إصرار الأخيرة على إخراج قوات النظام من الشمال السوري.
من جهته قال الكاتب التركي، مراد يتكين، إن التوتر مع روسيا يتصاعد، وفي وقت وقوع الهجمات على القوات التركية، كان الجانبان يجتمعان في أنقرة.
وأشار في مقال له، إلى أن حدة التوتر ظهرت بعد نفي الكرملين لتصريحات أردوغان حول عقد قمة ثنائية مع بوتين، في إشارة لـ”تكذيبه”.
وأضاف أنه في الوقت ذاته، وصف التلفزيون الروسي المجموعات المسلحة من المعارضة السورية التي تدعمها تركيا بـ”الإرهابية”، واتهمت موسكو أنقرة باختراق اتفاق سوتشي ودعم “الإرهابيين”، وأن القوات التركية أطلقت النار على مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي، وهو ما نفته أنقرة.
وأكد أن التوتر يشتد بالنسبة لأنقرة، التي لجأت إلى واشنطن والناتو، من أجل الحصول على الدعم اللازم.
.
المصدر/A.A