دعت صحيفة “التايمز” في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان “خروج خارق للعادة”، الاتحاد الأوروبي لعقد صفقة مع تركيا لوقف موجة جديدة من المهاجرين.
وتشير الافتتاحية، إلى أن طفلا عمره 6 أعوام غرق في البحر بعدما غرق القارب الذي كان يحمل المهاجرين على الشاطئ اليوناني البارد.
وتقول الصحيفة إن “الحرب الأهلية، التي مضى عليها عقد من الزمان، تخللتها صور أطفال يرميهم البحر في أثناء محاولة عائلاتهم البحث عن مأمن لهم، ولم يكن هذا عبارة عن مآس شخصية، بل هو فشل مزمن للدبلوماسية والقيادة، واليوم تواجه القارة موجة جديدة من المهاجرين، ويرد عليها بالنوع ذاته من العجز والقلق”.
وتلفت الافتتاحية إلى أن “المعركة على محافظة إدلب تعد نهاية الحرب السورية، وترغب تركيا بالتأكد من أن حدودها الجنوبية آمنة، وتحتاج المساعدة في توفير الملجأ لـ3.7 مليون نسمة الذين لجأوا إليها، وتريد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يستخدم نفوذه على نظام بشار الأسد ووقف القصف على إدلب، وفي الوقت ذاته يخشى الأسد، الذي رمى بجنوده في إدلب، من قيام المقاتلين فيها بتهديد اللاذقية، وبالتالي تكون مصدرا لعدم الاستقرار، وهو يريد استعادة كل شبر في سوريا”.
وتفيد الصحيفة بأن مجموعة من الجهاديين المتشددين وجدت نفسها وسط نزاع جيوسياسي، الذين دفعوا من جبهات القتال الأخرى إلى جبهة شمال غرب سوريا.
وتذكر الافتتاحية أنه بحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن الموجة الجديدة من القتال شردت 800 ألف مدني يعيشون في الخيام قريبا من الحدود التركية، لافتة إلى أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحبط بفتح الحدود، بل إنه يساعد المهاجرين على الوصول إلى الحدود اليونانية والبلغارية، وبالتالي فإنه يساعد على وصولهم إلى الاتحاد الأوروبي”.
وتنوه الصحيفة إلى أن أثينا قررت تعليق قبول طلبات اللجوء السياسي كلها، وتعهدت باتخاذ الإجراءات لحماية حدودها، مشيرة إلى أنه بناء على صفقة تمت عام 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي، فإن أنقرة وافقت على وقف اللجوء مقابل 6 مليار يورو لتحسين أوضاع اللاجئين في تركيا.
وتقول الافتتاحية إن “أي مهاجر استطاع الوصول إلى الجزر اليونانية ولا يملك الأوراق الضرورية يتم إرجاعه، ويشعر أردوغان أنه لم يحصل على أفضل ما في الاتفاق، ويريد مالا إضافيا لمنع موجات أخرى من اللاجئين، بالإضافة إلى تسهيل حصول الأتراك على تأشيرات إلى دول الاتحاد الأوروبي، وتقدم في مجال إنشاء اتحاد جمركي”.
وتؤكد الصحيفة أنه “لم يتم التعامل مع هذه المطالب بجدية من قادة الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يفسر الطريقة الفجة التي يقايض فيها أردوغان أوروبا من خلال فتح المجال أمام المهاجرين إلى دول الاتحاد”.
وتجد الافتتاحية أن “قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المتسرع في عام 2015، بفتح الحدود لقوافل المهاجرين، كان سببا في زيادة المشاعر الشعبوية، وتغير الفضاء الحزبي”.
وترى الصحيفة أن “الاتفاق مع تركيا كان مجالا لشراء الوقت لكن أوروبا لم تستخدمه جيدا، ولا تزال منقسمة حول التعامل مع المهاجرين كما كانت قبل خمسة أعوام، ولا مجال الآن إلا بالتوافق على وقف إطلاق النار، وإعادة التفاوض مع أردوغان على الترتيبات التي تم التوافق عليها عام 2015، ويجب عليها أداء دور فاعل وتقديم الخدمات الإنسانية”.
وتختم “التايمز” افتتاحيتها بالقول: “يجب التعامل مع الوضع بطريقة عاجلة، وهذا الأمر لا يخص أوروبا فقط، بل بريطانيا أيضا، التي ستظل سياسات الهجرة فيها متشابكة مع ما يحدث في القارة الأوروبية، وبالإضافة إلى هذا كله فهي ضرورية لمن علقوا في حرب تبدو دون نهاية”.
.
المصدر/ arabi21