تبدو شريبرنا واحدة من النساء المحظوظات، بعد أن تمكنت من الإفلات والنجاة بجسدها من براثن شخص حاول الاعتداء عليها في أحد شوارع العاصمة نيودلهي، وهي في طريقها إلى المنزل.
أربعة أعوام على الواقعة لم تنس شريبرنا هذه التجربة المريرة، و جعلتها أكثر حذرا في تحركاتها، فهي الآن تحرص على استخدام وسائل نقل تتوفر فيها وسائل الأمان أثناء تنقلها بين البيت والجامعة والأسواق.
وفي هذا الصدد، قالت ضحية الاغتصاب : “بعد حادثة الاعتداء التي وقعت لي أصبحت أكثر حذرا، كما أصبحت أخاف ان أذهب لهذا المكان بدون أن أكون محمية”.
وتكثر جرائم التحرش والاعتداءات الجنسية ضد النساء على وجه الخصوص في المدن الكبيرة، كنيودلهي، والتي أطلق عليها البعض “عاصمة الاغتصاب”، لكثرة الحالات التي تقع فيها.
وتشير سجلات الجريمة في الهند إلى تسجيل أكثر من 90 حالة اغتصاب كل يوم في عموم البلاد؛ أي أربع نساء يغتصبن في الساعة.
ويعتقد البعض أن النظام الأبوي المستمد من معتقدات تمييزية، علاوة على الفجوة بين أعداد النساء والرجال، جراء إجهاض الإناث من قبل البعض، أسباب انتشار هذا النوع من الجرائم.
سلطة الخوف
من جهتها، قالت ناشطة في مجال حقوق المرأة، رانجنا كوماري “الرجال أكثر قوة من النساء، يمارسون سلطتهم على النساء ويخلقون الخوف لديهن وبهذا تصبح النساء خانعات، ولهذه الأسباب يقع هذا النوع من الجرائم و هي في ارتفاع مستمر”.
الأرقام الحكومية المعلنة عن جرائم العنف الجنسي والاغتصاب، ربما لا تكشف، بحسب البعض، إلا جزءا من الحجم الحقيقي للمشكلة. فبعض الحوادث لا يتم إبلاغ الجهات المعنية عنها بسبب تأخر البت فيها في المحاكم أو أنها تدفن تحت حجة العار والوصمة الاجتماعية التي تلحق بالمرأة وأسرتها.
ورغم القوانين التي تجرم الاعتداءات الجنسية ضد النساء، ليس ثمة أي دليل على تراجع العنف ضد المرأة في الهند، بل على العكس، فالأرقام المتزايدة للجرائم الجنسية وحوادث الاغتصاب تجعل سلامة المرأة على المحك.
.
وكالات