حتى الآن، هناك خمسة أسئلة أساسية ليس لها أجوبة بعد، فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
لماذا يكون المرض طفيفا لدى بعض الناس وشديدا لدى آخرين؟
بحسب تقرير لوكالة “فرانس برس”، هناك تباين شاسع في خطورة أعراض المرض بين المصابين به، فلماذا مثلا لا يتسبب الفيروس سوى بأعراض طفيفة أو حتى يظهر بلا أعراض لدى 80% من المصابين به بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، في حين يثير لدى بعض المرضى التهابا رئويا يقتلهم خلال أيام؟
قد يكون لذلك علاقة بقدرة الجهاز المناعي، المرتبطة بدورها بعمر المريض، كبيرا أو صغيرا، ولكن حتى لآن ليست هناك إجابة علمية جازمة.
السؤال الثاني: هل يبقى الفيروس معلقا في الهواء؟
من المعروف أن فيروس كورونا المستجدّ ينتقل بالملامسة الجسدية وعن طريق الجهاز التنفسي. ويمكن التقاطه على سبيل المثال من خلال قطيرات اللعاب التي يقذفها شخص مريض حوله عندما يسعل.
لكن هل يمكنه التعلق في الهواء على غرار الإنفلونزا الموسمية التي يمكن أن تنتقل على شكل “رذاذ” محمول في الهواء؟ هذه المسألة لم تحسم بعد.
وأثبتت دراسة أمريكية نشرت نتائجها في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” أن فيروس كورونا المستجدّ يمكن أن يبقى حيا في المختبر لثلاث ساعات على شكل جزيئات معلقة في الهواء.
وعلقت رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى سانت أنطوان في باريس كارين لاكومب “هل الفيروس موجود في محيطنا؟ هل يبقى في الجو أو على السطوح لمدة طويلة؟ هذا ما لا نعرفه. نعرف أنه يمكننا العثور على أثر للفيروس، لكن لا نعرف إن كان هذا الفيروس ينقل العدوى”.
السؤال الثالث: كم هو عدد المصابين بالفيروس؟
ليس معروفا على وجه الدقة كم عدد المصابين في الدول الموبوءة، والدليل أن بعض الدول عندما وسعت دائرة التقصي اكتشفت أعدادا أكبر، وهذا ما يشير إلى احتمالية وجود مصابين غير معروفين حتى الآن، خصوصا إن كانت أعراض الفيروس عند بعض المرضى طفيفة أحيانا.
من الأساسي التوصل إلى معرفة مدى انتشار الوباء بدقة من أجل عزل حاملي الفيروس وتأمين علاج جيد لهم، وفي مرحلة ثانية، من المهم رصد الذين أصيبوا بالفيروس ويمكن الافتراض بأنهم اكتسبوا مناعة ضدّه، وهذا لن يكون ممكنا إلا مع جيل جديد من الفحوص هي الفحوص المصليّة التي ترصد البصمة المناعية التي تركها الفيروس في الدم.
هل أن الفيروس يتأثر بالأحوال الجوية؟
هذا ما يتمناه سكان الأرض أجمعين، ولكن هل يتلاشى وباء كوفيد-19 فعلا مع عودة الحر؟
يقول الخبراء إن هذا محتمل، لكنه غير مؤكد، فالفيروسات التنفسية من نوع الإنفلونزا الموسمية تكون أكثر استقرارا في الطقس البارد والجاف، وتتلاشى في الطقس الحار، ومن المنطقي بنظر بعض الخبراء الافتراض بأن الفيروسين لهما الاستجابة ذاتها للظروف الجوية.
لكن دراسة جرت أخيرا في كلية هارفرد للطب في بوسطن خلصت إلى أن “تبدل الأحوال الجوية (ارتفاع الحرارة والرطوبة مع حلول الربيع والصيف) لن يؤدي وحده بالضرورة إلى انحسار الإصابات بكوفيد-19 دون اتخاذ تدابير صحية شديدة”.
لماذا يكون الأطفال أقل عرضة للمرض؟
الأطفال وفقا للأبحاث أقل عرضة بكثير من البالغين للإصابة بالفيروس، وإذا ما ظهرت عليهم أعراض، فتكون بصورة عامة طفيفة كالأعراض التي ذكرها فريق صيني في آذار/مارس في مجلة “نايتشر”.
ومن أصل الأطفال العشرة المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين تناولتهم الدراسة، لم يظهر أي منهم أعراضاً خطيرة، بل اقتصرت الأعراض على ألم في الحلق وسعال وحمى خفيفة. ويظهر ذلك بجلاء أكبر لدى الأطفال الذين يقيمون مع أشخاص مصابين، إذ أنهم أقل عرضة بمرتين أو ثلاث مرات للعدوى من البالغين. لا أحد يعرف سبب ذلك، لكن الأمر نفسه لوحظ عند انتشار فيروس سارس في 2002-2003.
.
وكالات