قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء اليوم الأربعاء، إنه “لن يكون هنالك استقرار أو سلام في عالم يموت فيه الأطفال من الجوع”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس التركي، مع نظيره الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، بالعاصمة التركية أنقرة، اتهم فيه العديد من الدول الغربية المتقدمة بتجاهل المجاعة في إفريقيا، والتي يعاني منها 14 مليوناً، أغلبهم من النساء والأطفال.
وأضاف أردوغان أن بلاده أعدّت مساعدات إنسانية عاجلة، عبر الهلال الأحمر التركي، ووكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، لإرسالها إلى المناطق المتضررة من الجفاف والمجاعة، في شرق إفريقيا.
وشدّد الرئيس التركي على أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب “المظلومين الذين يتشبثون بالحياة وسط الفقر والحرمان، رغم تجاهل مشاهدهم من قبل الدول المتقدمة”.
ولفت أردوغان إلى أن الهلال الأحمر التركي، أوصل مساعدات إنسانية إلى المناطق التي ضربها الجفاف في شرق إفريقيا، في إطار حملة “كن أملاً للإنسانية”، التي أطلقتها بلاده في آذار/مارس الماضي.
وأضاف أن تركيا سترسل 15 ألف طن من المساعدات الغذائية، والطبية، كمرحلة أولى إلى المحتاجين في الصومال في شهر رمضان، الذي يحل نهاية مايو/آيار المقبل.
وأوضح أردوغان أن “تيكا” تعمل على تحريك عجلة التنمية في أرياف العاصمة الصومالية، مقديشو، ومناطق أخرى، من خلال دعم الإنتاج الزراعي، ودعم التصنيع، وتشجيع القطاع الخاص التركي للاستثمار في البلاد.
وأضاف: “بوصفنا الرئيس الدوري لمنظمة التعاون الإسلامي، نتوقع إجراء دراسة حول مكافحة الجفاف في شرق إفريقيا”.
وقبيل المؤتمر الصحفي، وقّع “لطفي ألوان”، وزير التنمية التركي، و”يوسف غراد عمر”، وزير الخارجية الصومالي، على اتفاقية التعاون الإنمائي، واتفاقية تتعلق بإنشاء مراكز ثقافية ونشاطاتها، في البلدين.
من جانبه، قال الرئيس فرماجو إن تركيا ساهمت بشكل كبير في إعادة إنشاء الدولة الصومالية.
وأضاف: “إن الصومال ستستمر في الحصول على الدعم من هذه العلاقة الخاصة مع تركيا”.
ووجه فرماجو دعوة إلى الرئيس التركي لزيارة الصومال في أقرب وقت ممكن.
وتشهد مناطق متعددة في الصومال جفافاً حاداً قضى على رؤوس الماشية، التي تعد المصدر الرئيس لدخل كثير من العائلات الصومالية، ما أدى لنزوح أعداد كبيرة منهم نحو جنوب غربي البلاد.
ومن بين نحو 11 مليون نسمة، إجمالي عدد سكان البلاد، يحتاج نحو 6 ملايين و200 ألف نسمة لمساعدات إنسانة عاجلة، وفق تقارير هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “İHH”.
ورغم دعوات الأمم المتحدة للدول المانحة لتزويدها بـ864 مليون دولار لإغاثة الصوماليين، لم تحصل سوى على ما نسبته 32% من هذا المبلغ.
ويتخوف نشطاء في الإغاثة من تكرار مجاعة 2011، التي حصدت أرواح 260 ألف إنسان بسبب الجفاف.