نقرأ أو نسمع، غالباً عن قصص حب، انتهت بشكل مأساوي في العالم العربي، كقصة عنترة مع عبلة، وقيس مع ليلى وغيرهم من العشاق.
وفي بلدة تركية على سواحل بحر إيجة، وقعت قصة مشابهة لتلك القصص، حيث انتهت حياة بطلها بموت فجيع، وحُكم على العاشقة بالموت وحيدة بائسة.
تقع بلدة “بيتز يلسي” التركية بولاية موغلا (غرب) على سواحل بحر إيجه الدافئة، حيث تستمد هذه البلدة شهرتها من قصة حبٍ، انتهت بشكل مأساوي قبل نحو قرن.
بلدة بيتز، التي عايشت السياحة منذ نحو 40 عاماً، تحاول اليوم جذب السياح الأجانب فضلاً عن المواطنين، لتعرف عن نفسها بمجال طبيعتها الأخاذة، وتصدير شهرتها المحلية إلى خارج تركيا.
تحكي الرواية حادثة وقعت بين أعوام 1889- 1908 في بلدية بيتز يلسي، عن فتاة تدعى “أم كلثوم”، كانت تعمل خادمة في منزل عمر خلوصي لطفي، وهو أحد النبلاء في البلدة.
يأخذ إبراهيم جاويش، وهو أحد حراس خلوصي لطفي، أم كلثوم على عصمته عن غير رغبة منها، وتصبح زوجته الثانية، لكن فكرة زواجه بامرأة ثانية، حزّت في نفس أصدقائه ومن بينهم خليل.
أجمع الأصدقاء على اختطاف أم كلثوم، وتهريبها طواعية معهم، إلى الجبال المحيطة بالبلدة.
صاحب المنزل خلوصي لطفي، سمع بالحادثة وأبدى اعتراضه على ما جرى، فيجمع حراسه ومن بينهم إيراهيم جاويش، ويأمرهم بمطاردة الفارين.
وخلال فترة المطاردة، يقع خليل أفه، بهُيام أم كلثوم، ويقرران الرحيل عن البلدة والهروب إلى جزر في بحر إيجه، ويستقلان قارباً لبحار من أصول رومية (يونانية) غير أن هذا البحار يدس دواء منوّمًا في مشروب العاشقين.
يبعث البحار مساعده لإخبار، السيد خلوصي لطفي، بمكان العاشقين وأنهما على متن قاربه قبالة ساحل بلدة (بيتز يالسي)، وعلى إثر هذا التبليغ يطلق الحراس النار على القارب، فيصاب البحار والعاشق خليل.
يأسر الحراس خليل، ويمارسون التعذيب عليه، ويشدون عليه وثاقه في ميدان مدينة بودروم (موغلا)، ويمنعون عنه الطعام والشراب، ثم يقتلونه خنقًا بإغراقه في الماء.
أما بالنسبة لتعيسة الحظ، أم كلثوم، فتعيش وحيدة منعزلة عن الناس، علّ ذلك يداوي ما تجرعته من فقدان الحبيب، ولكن دونما فائدة تذكر، وتودع الحياة على هذا الحال، لتخلد السنوات اللاحقة قصة هاذين العاشقين في البلدة أولا والمنطقة وسائر البلاد لاحقاً.
وبالرغم من مرور أكثر من مئة عام على القصة المأساوية، تخلد البلدة ذكرى قصتهما عبر نصب تمثال لهما وسط ساحتها العامة.
تشد البلدة أنظار، السياح من حيث الهدوء والسكينة، بعيدا عن متاعب الحياة وأشغالها، وزرقة مياه شواطئها، وروعة طبيعتها الخضراء.
وللحديث عن هذه البلدة الساحرة، يقول جلال وورال، رئيس جمعية مشغلي الفنادق في “بيتز”، إن المنشآت السياحية انتشرت في البلدة منذ نحو 40 عاما.
وأوضح أنه خلال هذه المدة اكتسب أهالي البلدة خبرة كبيرة في تشغيل وإدارة المراكز السياحية، وتقديم أجود الخدمات للضيوف المقبلين على البلدة.
من جانبه قال إبرايهم جومز، رئيس بلدة “بيتز” السابق، تعد البلدة أقرب نقطة إلى مدينة بودروم، مضيفاً أن البلدة شهدت حكاية عشق انتهت بشكل مأساوي قبل نحو قرن.
وأشار إلى أن سكان البلدة كانوا يؤمنون قوتهم، من خلال محصول الحمضيات، ولكن اليوم تزخر بمنشآتها السياحية التي أصبحت عنصراً أسياسياً في اقتصادها.
وشدد على أن البلدة ملائمة لقضاء العطلة الصيفية، خصوصاً للعائلات، يحث يمكن أن يجدوا كل ما يرغبون به من السكينة والهدوء.
بدوره قال “زينل قليج” مشغل فندق في البلدة، إنهم استعدوا بشكل جيد للموسم السياحي، وأشار إلى ارتفاع الزوار الأجانب خلال العامين الأخيرين.