قال إسماعيل قويونجو، المدير العام لشركة MEMSİS لأبحاث تكنولوجيا البيئة التركية، إن الشركة أنهت إنتاج كمامات N95 والأنواع الأعلى جودة بمواد محلية تمامًا، وسلمتها لوزارتي الصحة والدفاع.
وأوضح أن المرشحات الدقيقة (الفلاتر) الأساسية لهذا النوع من الكمامات كانت تستورد من الخارج سابقًا، إلا أن هناك مشكلات وعقبات بخصوص استيرادها هذه الأيام بسبب تفشي وباء “كورونا”.
وأشار قويونجو إلى أن دولاً مثل فرنسا وألمانيا منعت تصدير المواد المستخدمة في فلاتر الكمامات وأن شركة MEMSİS أيضاً واجهت صعوبات في توفير المواد المستخدمة مما دفعها للعمل على إنتاجها بنفسها.
ولفت إلى أن الشركة أنهت مرحلة البحث والتطوير وبدأت الإنتاج المتسلسل لكمامات N95 والأنواع الأعلى جودة من أجل توفيرها للأطباء وكل من يتصدرون الصفوف الأمامية في مكافحة فيروس كورونا.
وأوضح قويونجو أنهم تعاونوا مع شركة Gama للبحث والتطوير بخصوص الشكل النهائي للمنتج، وتمكنوا من إنتاج كمامات N95 والأنواع الأعلى جودة بمواد محلية 100 في المئة، وتم تسليمها لوزارتي الصحة والدفاع.
– جهود كبيرة من فريق البحث والتطوير
ولفت إلى أن جهود البحث والتطوير بخصوص تطوير فلاتر كمامات N95 و N99 ترجع إلى ما قبل سنوات وأنها اكتسبت زخماً كبيراً بسبب المستجدات الأخيرة.
وأشار إلى أن الشركة انتهت من تطوير فلاتر كمامات N95 وN99 بجهود ومواد محلية تمامًا في الأسبوع الأول من مارس/ أذار الماضي، وأجرت الاختبارات على المنتج طبقاً للمعايير الدولية، وحصلت على شهادة بأنه يتمتع بجودة تفوق معايير كمامات N95.
وأضاف قويونجو أن المشروع أُنجز في مركز أبحاث وتطبيقات تكنولوجيا الأغشية بجامعة إسطنبول التقنية، وأن فريق البحث والتطوير ضم نخبة من أساتذة الجامعة.
– بدء الإنتاج المتسلسل
وأشار قويونجو إلى أن كلًا من جامعة إسطنبول التقنية، وحديقة العلوم بالجامعة، وهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية تقوم بدعم المشروع.
وفيما يتعلق بمراحل المشروع قال قويونجو “قمنا في البداية بتطوير تكنولوجيا النانو فيبر (ألياف النانو) على هامش هذا المشروع، وأنتجنا فلاتر الكمامات بتكنولوجيا النانو فيبر، بالاعتماد على خبراتنا المعرفية والعلمية، وأسسنا البنية التحتية الإنتاجية الأكبر في هذا المجال في تركيا حتى الآن”.
وتابع: “قمنا بتطوير هذه التقنية في الإنتاج أكثر ووصلنا لمرحلة التقدم من أجل تسجيل براءات اختراع خاصة بنا في هذا الشأن”.
وأوضح قويونجو أنهم أتموا مرحلة التطوير وبدأوا في الإنتاج المتسلسل، من أجل منع حدوث أي مشكلات في إمدادات المواد اللازمة لصناعة فلاتر الكمامات، ومن أجل مواصلة إنتاج كمامات N95 وما يفوقها، وتقديمها لمن يقفون في الصفوف الأمامية في مواجهة فيروس كورونا وفي مقدمتهم العاملين في مجال الرعاية الطبية.
وأعرب قويونجو عن اعتزازه بكونه من بين الفرق المعدودة التي تقوم بإنتاج ضخم في هذا المجال، كما هنأ فريقه على إنجازهم هذا.
– نقوم بمهامنا دون النظر إلى أوقات العمل
وأشار قويونجو إلى أن اجتماعاً يضم جميع منتجي الكمامات في تركيا انعقد برئاسة نائب وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح قاجير.
وأوضح أنهم قدموا التكنولوجيا التي طوروها إلى منتجي الكمامات المشاركين في الاجتماع ليدرجوها في البنى التحتية الإنتاجية لديهم، وأن جميع المشاركين في الاجتماع تحمسوا جداً للموضوع.
ولفت قويونجو إلى أنهم بدأوا العمل مع إحدى شركات تصنيع الكمامات من أجل تزويدها بالبنية التحتية والتكنولوجيا الجديدة.
وأوضح أن هذه التجهيزات اللازمة ستنتهي في غضون شهر على أقصى تقدير، وعندها لن تضطر شركات إنتاج الكمامات للاعتماد على الخارج في الحصول على فلاتر كمامات N95.
وأشار إلى أن كل منتجي البلاد سيستخدمون فلاتر كمامات N95 المحلية، وأن طواقم الشركة تواصل العمل ليل نهار دون النظر إلى المواعيد والساعات.
وأوضح أنه يتم حاليًا إنتاج فلاتر كمامات ذات مميزات N95 تكفي لتصنيع حوالي عشر آلاف كمامة يوميًا، وأنهم يهدفون إلى زيادة هذه العدد إلى 500 ألف يوميًا على النحو الذي يلبي احتياجات جميع الشركات المصنعة للأقنعة الواقية.
– مشروع تحلية مياه البحر
وأضاف قويونجو أن شركة MEMSİS لأبحاث تكنولوجيا البيئة تعمل على وضع حلول تفيد الصناعة عن طريق تقديم المعلومات التي تتوفر من الدراسات العلمية.
وقال قويونجو إنهم يصنّعون حاليًا منتجات ذات قيمة مضافة مرتفعة عن طريق تطوير تكنولوجيا الأغشية، وإنهم يعملون ضمن فريق يضم 6 أفراد مسؤولين عن البحث والتطوير وستة من مسؤولي الدعم.
وتابع: “نحن نقوم بأنشطتنا ضمن الحديقة العلمية لجامعة إسطنبول التقنية، ونستفيد من الدعم المقدم للشركات التي تعمل في مجال التطوير التكنولوجي”.
وأضاف: “علاوة على ذلك فنحن نتلقى الدعم من برنامج الدعم الاستراتيجي التابع لإدارة تنمية ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة. كما أننا نقوم الآن بالفعل بتنفيذ مشروعات تابعة لهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية”.
وأوضح قويونجو أنهم يهدفون على المدى القريب إلى تطوير المنتجات التي يعملون عليها حالياً، وأن يصلوا بها إلى مستوى منافس على مستوى العالم.
وأشار إلى أنهم يرغبون على المدى المتوسط في استكمال جهود تطوير مرشحات الأغشية لتحلية مياه البحر لتصبح صالحة للشرب، وتحويل الخبرات التي اكتسبوها إلى منتجات.
واستطرد: “نحن نعتبر كل منتج لا نمتلك تقنية صناعته عائقاً أمام تقدمنا، ونريد على المدى البعيد العمل من أجل إنهاء اعتماد بلادنا على الخارج فيما يخص التكنولوجيا البيئية، وأن نقدم لبلدنا وللعالم منتجات عالية القيمة”.
.
المصدر/ A.A