يستعد فريق “أوركسترا” للموسيقى، مؤلف من 40 تلميذا في مدرسة ريفية تركية بإحدى قرى ولاية “موش” جنوب شرقي البلاد، للمشاركة في مهرجان “سانسيف” الدولي للجوقات متعددة الألحان الذي تستضيفه إسطنبول في 20 مايو/ أيار المقبل.
وشكلت معلمة الموسيقى “أصلي طانري قولو” التي عيّنت في مدرسة “هاموربيت” بقضاء “فارتو” في “موش” قبل 3 سنوات، مجموعة للإيقاع، من الأطفال الموهوبين الذين كانوا يحاولون صنع آلة موسيقية باستخدام الأخشاب والأحواض البلاستيكية والغالونات.
وقالت “طانري قولو” إنه تم دعوة الفريق الذي شكلته من أطفال المدرسة إلى مهرجان “سانسيف” الدولي للجوقات متعددة الألحان، بعد نشر الحفلات الموسيقية التي يقدمها الأطفال على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضافت أنها شكلت الفرقة المدرسية من خلال الآلات الموسيقية التي جمعتها من متبرعين في إطار حملة أطلقتها في هذا الخصوص على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت “طانرو قولو” أن الأطفال يرغبون بعرض مواهبهم من خلال المشاركة في مهرجان إسطنبول، ويرغبون جدا بزيارة المدينة.
وأوضحت المعلمة أنهم يعيشون في منطقة جغرافية صعبة نتيجة الظروف المناخية، وهناك تلاميذ لم يزوروا مركز القضاء، لغاية اليوم وينتظرون بفارغ الصبر زيارة إسطنبول.
وأكدت “طانرو قولو” على أن المستوى التعليمي للتلاميذ المنضمين للمجموعة الموسيقية قد تحسن إلى حد كبير.
وأفادت في هذا الخصوص أنه “بعد انضمامهم للمجموعة الموسيقية تحسن مستواهم التعليمي من جهة ومن جهة أخرى زادت روابط الصداقة فيما بينهم، وتعلموا التعاون. أعتقد بأنني جعلتهم يحبون الموسيقى”.
وبدأ الأطفال الذين يعزفون على آلات موسيقية مثل “العود” و”المندولين” و”الكمان” و”الغيتار” و”الناي” و”البيانو”، بتقديم حفلات موسيقية باللغات التركية والكردية والانجليزية في قرى وأقضية المدينة.
من جهته قال التلميذ “أوزجان طارهان” إن علاقاته الاجتماعية مع أصدقائه بدأت تتحسن أكثر بفضل الموسيقى.
وأضاف “أعزف على العود أثناء رعايتي للأغنام بالعطلة الأسبوعية، وأصدقائي لا يتركونني وحيدا بل يشاركونني في العزف، أبقي على العود بجانبي دائما، نرغب بشكل كبير في المشاركة بمهرجان إسطنبول، زيارة إسطنبول حلم كبير بالنسبة لنا”.
فيما قال “صامد يولجو” الذي يعاني من “متلازمة العظم الزجاجي” إنه لا يستطيع ممارسة رياضة كرة القدم أو السلة مع أصدقائه، وبدأ يعبّر عن نفسه بشكل أفضل عبر الموسيقى، مشيرا إلى أن آلة الماندولين التي يعزف عليها في المجموعة أصبحت جزءا من حياته.
وأشار بولجو أنه بدأ يعزف الموسيقى بفضل “طانري قولو” ويشعر بسعادة أكبر بين أصدقائه، وعلاقاته الاجتماعية معهم تحسنت إلى حد كبير.
الاناضول