روى طبيب بريطاني، قصة زوجين مسنين، إصيبا بفيروس كورونا، ورفضا الابتعاد عن بعضهما، بعد أن ساءت حالتهما وأدخلا المستشفى.
وكان الزوج مايكل دايفيد بليسينغتون، 68 عاماً، قد شخّص بسرطان الرئة قبل مدّة قصيرة، بينما تعاني زوجته ماري إليزابيث، وهي أصغر منه بعام واحد، من الربو.
اضطر الطاقم الطبّي لأداء مهمّة صعبة: أن يسأل مايكل إن كان يرغب بإنعاشه في حال أصيب بصدمة مفاجئة.
وقال مايكل: “في البداية، فكرت أن أقول لهم بألا ينعشوني، إن كان الوضع بذلك السوء، ثمّ تحدّثت إلى ماري، فغيرت لي رأيي”.
أدخل مايكل إلى الجناح 29 وماري إلى الجناح 23. أزعج ذلك ابنهما البكر، غريغ، فبدأ يتصل بالمستشفى بشكل متكرّر، طالباً جمع والديه في غرفة واحدة. كان يعرف أنّهما سيقلقان كثيراً على بعضهما البعض، وفقا لـ”بي بي سي”.
وقال الابن: “لم ينفصلا عن بعضهما البعض منذ كانا في سنّ الثالثة عشر، رفيقين على مقاعد الدراسة في مدرسة رودزواي، وبدآ يتواعدان. حين أصابت طابة بايسبول بريطانية رأسها قفز والدي من شباك المدرسة ليصل إليها”.
وأضاف: “هما مستعدان للقيام بأيّ شيء لأجل بعضهما البعض، ويلازمان بعضهما البعض طيلة الوقت. في الأعطال، يمارس والدي الصيد، وتجلس أمي بجانبه وتقرأ. جسم أبي مليء بالوشم، وهو شخصيّة فريدة، لكنّ علاقتهما مميّزة”.
استجاب المستشفى لطلب غريغ، ونقل الزوجان إلى الغرفة ذاتها.
ولفت الابن: “أعتقد أنّها كانت محطّة مفصليّة لأبي، كان مريضاً للغاية، واعتقد أنّه سيموت. كان لونه مخطوفاً، ويواجه صعوبة بالتنفّس، وحالته تتدهور. حين نقلوه مع أمي إلى الغرفة ذاتها، تغيّر الوضع، لقد شعرنا بذلك”.
البروفيسور جون رايت عالم أوبئة، وهو رئيس قسم الأبحاث في مستشفى برادفورد. خلال مسيرته، عمل في مواجهة الكوليرا، الايدز، والايبولا. وخلال عمله في مواجهة كورونا، يسجلّ يومياته لراديو بي بي سي من المستشفى.
وقالت الزوجة: “إنّه لأمر رهيب، ظننت أني سأموت. في الليلة الأولى طلبت من الأطباء أن يعطوني جرعة ما لكي أموت”. وتضيف: “إنّه فظيع. جرّبت ألم الولادة، ونوبات الربو الحادة، ولا يوجد شيء مثله”.
واضافت أن الوضع في جناح المرضى مخيف، “يرتدي أفراد الطاقم الطبّي بذلات للحماية، ولا نستطيع أن نرى أحداً. يركضون في الجناح حين ينهار أحدهم، وهناك مرضى يفارقون الحياة. وكنا نسأل أنفسنا ماذا سيكون مصيرنا؟”.
وأوضحت أن حالتهم تحسنت في المستشفى، بسبب الاحتفال بالناجين. فكلّ مريض يغادر الجناح المخصص لكورونا، هو انتصار. لكنّ هذا الفرح لا يمكنه التعويض عن مأساة الوفيات التي تتفاقم بأرقام لم نشهد لها مثيلاً من قبل.
.
وكالات