كشفت الضربات الأخيرة للطائرات دون طيار التركية، العاملة في ليبيا، عن فشل منظومات الدفاع الجوي الروسية، “بانتسير1″، بالدفاع عن نفسها، رغم أن عددا منها كان راداره يعمل، كما أظهرت المقاطع المصورة.
وخلال الغارات الأخيرة على مواقع للواء المتقاعد خليفة حفتر، تم تدمير 6 منظومات “بانتسير1″، وأظهرت لقطات لإحدى الغارات في مدينة ترهونة أن منظومتين منهما كان الرادار الخاص بهما يعمل، لكن على الرغم من ذلك تم تدميرهما، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن الأسباب وراء فشل المنظومة في ضرب الأهداف المضادة لها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل بها المنظومة الروسية، فقبل ذلك استهدفت إسرائيل اثنتين منها في سراقب بسوريا، وأظهر فيديو مثبت على صاروخ إسرائيلي لحظة ضرب المنظومة المحمولة على شاحنة أن الرادار كان يعمل، ورغم ذلك لم تنطلق صواريخها لصد الهجوم.
وفي سوريا كذلك، فشلت المنظومة في التصدي لطائرة “بيرقدار” التركية دون طيار، خلال هجماتها على قوات النظام، التي هاجمت إدلب، وتم ضربها ورادارها يعمل بشكل واضح في المقاطع المصورة.
وكانت وكالة إنترفاكس الروسية عرضت آراء لخبراء عسكريين روس، بشأن فشل المنظومة في التصدي لإحدى الغارات الإسرائيلية على قوات النظام قبل سنوات، وجميع الخبراء قدموا مبررات، ألقت إحداها باللائمة على قوات النظام لعدم تحصين محيطها، لكنهم لم يتطرقوا إلى عيوب ربما تتواجد بالمنظومة.
وقال آيتيتش بيجيف، القائد السابق للدفاع الجوي الروسي: “لو كانت “بانتسير” مشغّلة، لما استطاع أحد إصابتها، ولأسقطت الصاروخ الإسرائيلي فور اقترابه من نطاق رصدها، مستخدمة الصواريخ أو المدافع الرشاشة التي بحوزتها”.
وأضاف آيتيتش في حديث لانترفاكس: “لا بد من الأخذ في الاعتبار قرب المسافة بين إسرائيل وسوريا، التي توازي الصفر بمعايير المسافات المطلوبة للصواريخ والطيران والرادار، حيث يتسنى للإسرائيليين ضرب الأراضي السورية دون دخول أجوائها”.
وتابع: “الطيران الحربي الإسرائيلي ينهك طواقم الدفاعات السورية، وهو يحلّق بمحاذاة الأجواء جيئة وذهابا، ولا يمكن إبقاء أفراد هذه الطواقم في قمرات عرباتهم على مدار الساعة”.
من جانبه، قال فاليري غوربينكو، القائد السابق لجيش الدفاع الجوي الروسي الرابع، إنه لا يستبعد بالمطلق أن تكون عربة “بانتسير” المصابة غير معمّرة بالذخيرة أصلا، وأنها كانت متروكة بلا طاقم لحظة الضربة.
لكن الخبير العسكري وفني الرادار السابق، العقيد أحمد الحمادي، عزا سبب فشل “البانتسير” في “الدفاع عن نفسها”، إلى “القدرات التقنية المتدنية للسلاح الروسي”.
وقال الحمادي: إن “رادار المنظومات يعمل بشكل متواصل في كل الحالات، لكن في ظل الحروب الإلكترونية، وتعدد الأهداف سواء المنخفضة أو المرتفعة، فإن القدرة على الكشف وتمييز الأهداف تتراجع تبعا لنوعية المنظومة وقدراتها القنية”.
وأشار إلى أن الطائرات التركية دون طيار تعتمد في التصنيع على مواد من خلائط غير معدنية، وهو ما يضعف قدرة الرادار على كشف الجسم الطائر، وهذه الخلائط تستخدم في الكثير من أنواع الطائرات؛ للتعمية عليها، وتصعيب عملية كشفها.
وأضاف الحمادي: هناك كذلك الحرب الإلكترونية، وحرب التشويش، وإذا ما وجهت حزم تشويش موجبة، بشكل كبير على الرادار، فهنا يحصل إعماء، وهو ما يعني أن عين الصاروخ فقدت؛ لذلك لا يمكن إطلاقه.
وقال إن المنظومات الروسية بـ”الكلية لا تواكب السلاح الغربي بالمطلق، وكفاءتها أمام منظومات التشويش متدنية، ما يسمح باختراقها من زوايا ميتة عبر الصواريخ أو الطائرات”.
وأوضح أن “منظومة البانتسير مهمتها حماية المقرات والقواعد والمطارات من هجمات صاروخية أو الطيران، وفي حال لم تؤد المطلوب، فما قيمتها؟”.
وأضاف أن روسيا سوقت أسلحتها داخل سوريا، عبر ضرب شعب أعزل، لا يقوى على التصدي لها، لكن في أول مواجهة لها مع السلاح الغربي والتقنيات الحديثة سقطت في الاختبار، وكشفت تخلف الصناعة الروسية العسكرية، وعدم قدرتها على مواكبة آخر التكنولوجيا الحربية.
وبشأن توفر منظومات تشويش تركية أبطلت مفعول المنظومة الروسية بليبيا، قال الحمادي: “لا شك أن هذا موجود، وتركيا لديها منظومة كورال للتشويش، وسبق أن شوشت على الروس في سوريا، وضربت أهدافها في معركة إدلب دون أي عناء، وما ظهر في ضربات ليبيا لا يخرج عن هذا الإطار”.
وشدد الحمادي على أن جميع الرادارات في العالم تتعرض للتشويش، لكن، هناك فرق بين رادار يتمكن من كسر التشويش والعودة للعمل وتحديد الأهداف المعادية وضربها، وبين رادار يخرج عن العمل نهائيا ويتم التلاعب به بسهولة، ككثير من الأسلحة الروسية.
.
المصدر/ arabi21