إذا كنت تستيقظ في منتصف الليل وأنت تقطر عرقا، كما لو كنت تجري في ماراثون، فأنت واحد من العديد من الأشخاص الذين يعانون من التعرق الليلي أو فرط التعرق أثناء النوم.
ولا يرتبط التعرق الليلي بالبيئة التي يتواجد فيها الشخص، مثل الغرفة شديدة الحرارة، ولكن، عادة ما يكون السبب التقلبات الهرمونية في الجسم أو أحد الآثار الجانبية للأدوية.
وفي كلتا الحالتين، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على النوم، وغالبا ما يتسبب التعرق الليلي في إيقاظ الشخص من النوم، وقد يضطره إلى تغيير ملابسه أو الملاءات حتى يتمكن من النوم مجددا وبشكل مريح.
وهنا الأسباب الأكثر شيوعا الكامنة وراء التعرق الليلي ومتى يجب أن تزور الطبيب:
1- سن اليأس:
غالبا ما يرتبط التعرق الليلي بالتقلبات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث والفترة التي تسبقه.
ويعاني أكثر من 80% من النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث وفترة انقطاعه من موجات ساخنة، أو الشعور بالدفء المفاجئ والشديد. وعندما تحدث هذه الحالات في الليل، يمكن أن تسبب التعرق الليلي.
ويحدث انقطاع الطمث بعد مرور 12 شهرا من آخر دورة شهرية للمرأة، وعادة ما تتراوح بين 45 و55 عاما. وتحدث فترة ما قبل انقطاع الطمث من 7 إلى 14 عاما قبل بلوغ ما يعرف بسن اليأس.
وعلى وجه التحديد، يرتبط انخفاض هرمون الإستروجين، الذي يحدث أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث، بالتعرق الليلي لأنه يؤثر على تنظيم درجة حرارة الجسم.
ولا يشكل التعرق الليلي أثناء انقطاع الطمث مدعاة للقلق، ولكنه قد يكون غير مريح.
وإذا كنت تعانين من التعرق الليلي أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث، فتحدثي إلى أطبائك حول علاج الأعراض بالأدوية التي تساعد على استبدال هرمون الاستروجين.
2- الاضطرابات الهرمونية:
يمكن للاضطرابات الهرمونية أن تجعل من الصعب على الجسم تنظيم درجة حرارته الطبيعية، والتي يمكن أن تسبب التعرق الليلي.
ويتم تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق المهاد، وهي منطقة في الدماغ تنتج الهرمونات. وعندما تكون الهرمونات غير متوازنة، فهذا يعني أحيانا أن منطقة ما تحت المهاد غير قادرة على تنظيم درجة الحرارة بشكل صحيح.
وتشمل الاضطرابات الهرمونية التي يمكن أن تؤثر على درجة حرارة الجسم وتسبب التعرق الليلي ما يلي:
– فرط نشاط الغدة الدرقية: وتؤدي هذه الحالة إلى الإفراط في إنتاج هرمون الغدة الدرقية، ما يزيد من التعرق مسببا التعرق الليلي.
– ورم القواتم: وهو ورم في الغدة الكظرية يجعلها تنتج الكثير من الهرمونات. ويمكن أن تشمل الأعراض التعرق الليلي وارتفاع معدل ضربات القلب.
– متلازمة الكارسينويد: هذا مرض نادر مرتبط بأورام في نظام الغدد الصماء. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الناقل العصبي السيروتونين. وأحد أعراض هذا المرض هو التعرق الزائد.
وإذا كنت تعاني من أعراض أخرى للاختلال الهرموني، مثل تغيرات الوزن أو الصداع، فتحدث مع طبيبك حول هذه الأعراض.
3- العدوى والالتهابات:
إذا كنت مصابا بعدوى فيروسية أو بكتيرية، فإن جسمك يرفع درجة حرارته الداخلية لمحاربة العدوى، وهو ما يسبب الحمى.
ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة في درجة حرارة الجسم إلى التعرق، والتعرق الليلي من الأعراض الشائعة المرتبطة بالحمى.
ويمكن أن تتسبب العدوى المتنوعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل وعدد كريات الدم البيضاء المعدية، التعرق الليلي. وهذه الحالات يمكن أن تنتج مواد كيميائية تسمى السيتوكينات التي تكافح العدوى. وتسبب السيتوكينات الحمى والتعرق الليلي.
وإذا كنت تعاني من الحمى بالإضافة إلى التعرق الليلي، فمن الأفضل مراجعة طبيبك حول نوع العدوى التي تعاني منها.
4- الأدوية:
يمكن أن تسبب بعض الأدوية التعرق الليلي، بما في ذلك مضادات الاكتئاب أو القلق.
ووجدت دراسة أجريت عام 2018، أن ما يصل إلى 14% من الأشخاص الذين يتناولون مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، الشكل الأكثر شيوعا لمضادات الاكتئاب، يعانون من التعرق المفرط والتعرق الليلي.
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن هذه الأدوية تؤثر على الأرجح على مناطق الدماغ التي تنتج الهرمونات، ما يساعد على التحكم في درجة الحرارة والتعرق.
وتشمل الأدوية الأخرى التي قد تسبب التعرق الليلي ما يلي:
– أدوية الصداع النصفي
– الأدوية التي تحظر الهرمونات
– أدوية مرض السكري
وإذا كانت أدويتك تتسبب في تعرق ليلي، يمكنك محاولة النوم بملابس أخف أو الحفاظ على برودة الغرفة. وإذا استمر التعرق الليلي في مقاطعة نومك، يجب عليك التحدث مع طبيبك حول مخاوفك.
.
المصدر / إنسايدر