حسابات كثيرة معروفة باختلاق الأكاذيب وتزييف الحقائق، ادعت خلال الأيام القليلة الماضية أن قوات تركية في الشمال السوري تتعمد قصف أراض زراعية بقنابل حارقة لإتلاف مساحات واسعة من حقول القمح والشعير مع اقتراب موسم حصادهما.
ولن نورد روابط للحسابات التي نشرت تلك الأخبار البعيدة عن الصحة والتي ليس هناك ما يؤكدها، سواء من أبناء تلك المناطق أو من مصادر رسمية وغير رسمية على معرفة ودراية بالمنطقة وما يجري فيها.
لكننا في فريق مرصد تفنيد الأكاذيب، وبعد متابعة دقيقة لوقائع ما يجري في الشمال السوري وغيرها من مناطق سوريا، رصدنا حالات حريق عدة في مناطق مختلفة.
وشهدت بلدة “ذيبين” في ريف السويداء حرائق ضخمة، كما يوردها هذا الحساب على تويتر مرفقا بفيديو لتلك الحرائق.
https://twitter.com/5irH1xdeOVe4oDz/status/1263982815600877577?s=20
وللرد على مزاعم مختلقي الأخبار التي تزعم وقوف تركيا أو القوات التركية أو حتى الفصائل السورية الحليفة لها خلف تلك الحرائق، نكتفي بالسؤال:
هل هناك أي دليل يثبت أي وجود لقوات تركية أو قوات حليفة لها في ريف السويداء الذي تحدث الحساب أعلاه عن حرائق في إحدى بلداته؟
نترك الإجابة للقارئ.
كما أن حساب “البادية 24” نشر تغريدة أشار فيها إلى حرائق طالت محاصيل زراعية في بلدة “أبو خشب” في ريف دير الزور، وهي بلدة تخضع لسيطرة ما تسمى “قوات سوريا الديمقراطية”، (التي يشكل تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي عمودها الفقري)، وفق ما نشره الحساب المذكور.
https://twitter.com/ALBADIA24/status/1262890132442578946?s=20
وهنا نعود للسؤال الآخر، إذا كانت الحرائق وقعت في منطقة خاضعة لسيطرة قوات تخوض حربا ضد القوات التركية والفصائل السورية الحليفة منذ سنوات، وهي بعيدة جغرافيا عن أقرب تواجد عسكري للقوات التركية والفصائل الحليفة لها، فكيف يدعي الزاعمون أن تركيا هي من تحرق تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية؟
وشهدت محافظتا درعا والسويداء الغنيتان بالمحاصيل الزراعية جنوبي سوريا قبل أيام حرائق مماثلة، حوّلت عشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير إلى رماد، وفق مصادر متطابقة.
لكن الحقيقة التي يتغافل عنها هؤلاء، ينقلها فريق المرصد عن تقرير لموقع “إنترناشونال بزنس تايمز” الإخباري الأمريكي بنسخته الصادرة في سنغافورة، والذي تناقلته فضائيات وصحف ومواقع عربية عدة.
وكشف الموقع في تقريره المنشور، السبت 23 مايو، أن الحرائق التي تعرضت لها حقول القمح في منطقة الجزيرة السورية مؤخراً نفذتها قوات أمريكية بأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب.
وفي تفاصيل الخبر، فإن طائرات مروحية “أباتشي” تابعة للقوات الأمريكية أقدمت في السابع عشر من الشهر الجاري على إحراق أكثر من 200 دونم من حقول القمح بريف الحسكة.
كما أن مصادر أهلية بريف الحسكة أكدت مؤخراً أن طائرة حوامة “أباتشي” تابعة للقوات الأمريكية قامت صباح السابع عشر من الشهر الجاري برمي عدد من البالونات الحرارية أثناء طيرانها على مسافة قريبة من الأرض، ما تسبب باندلاع عدد من الحرائق واحتراق أكثر من 200 دونم من الحقول المزروعة بالقمح في قرية عدلة بريف مدينة الشدادي جنوب مدينة الحسكة.
رابط الخبر:
,
المصدر/ A.A