قد لا يخطر ببال أحد أن الحشوة التي يحشو بها طبيب الأسنان ضرس المريض للحفاظ عليه، قد يسبب له الكثير من المشاكل الصحية كأمراض تصلب الشرايين وبالأخص الشرايين التاجية وأمراض الروماتويد وكثير من أمراض المخ والأعصاب والأمراض المزمنة، والتي قد تبدو للطبيب أنها غير معلومة السبب.
وقد لا يعلم الأطباء، أن هذا النوع من حشو الأسنان يحتوي على مادة الزئبق شديدة السّميّة، حتى وإن كانت هذه المادة كميتها صغيرة، أو أنها داخل الضرس ولا يمكنها التسرب إلى الجسم.
ضرر حشوات الأسنان
عن هذا الموضوع، يبيّن أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف لـ “فوشيا” أن الكثير من الأبحاث الحديثة أثبتت أن الزئبق الموجود بهذا النوع من الحشوات يتسرب إلى تجويف الفم تدريجيا، ومنه إلى الدورة الدموية مباشرة، وقد يلاحظ من لديه هذا النوع من الحشو وبالأخص إذا كان لديه أكثر من 3 أضراس محشوة بهذا الحشو فإنه يشعر بطعم معدني في فمه من حين إلى آخر، بسبب معدن الزئبق المتحرر من حشو الأسنان.
وهذا المعدن، هو من أشد العناصر سمّيّة ويُعدّ عنصرا مؤكسدا قويا؛ إذ عندما يمرّ هذا العنصر في الشرايين، يتسبب في حدوث إلتهابات شديدة في جدران الأوعية الدموية فيُحدث تمزقا فيها، ومن ثم حدوث نزيف داخلي.
ولكي يتجنب الجسم حدوث ذلك، فإنه يرسل كمية كبيرة من الكوليسترول إلى الوعاء الدموي المتضرر لكي يعالج هذا الالتهاب، ويتراكم في الشريان ليمنع تمزقه؛ أي يعمل عمل الضمادة التي يُضمد بها الجرح، ويتسبب تكرار تواجد عنصر الزئبق إلى تكرار الالتهاب وتكرار ترسب الكوليسترول في الشريان؛ ما يتسبب مع الوقت في ضيق الشرايين وتصلبها، فيؤدي إلى انسدادها بعد ذلك، والمعاناة من أمراض القلب والشرايين، بحسب الشريف.
وما ينوّه إليه الأخصائي الشريف هو أن تراكم عنصر الزئبق على بعض المفاصل أو الأنسجة قد يتسبب في حدوث التهابات شديدة ومزمنة غير معروفة المصدر، ويمكن أن تحدث في الأعصاب وغيرها من الأنسجة، وقد يظل المريض يتعالج منها لسنوات طويلة دون جدوى.
الابتعاد عن هذه الحشوات
من نصائح الشريف، ضرورة الابتعاد عن هذا النوع من الحشوات لتجنب الكثير من المشاكل الصحية، وبالأخص من يقوم بحشو أكثر من 3 – 4 أضراس بهذا النوع من الحشو.
مع العلم بأن تلك المشاكل الصحية ستظهر على المدى البعيد وعلى مدار سنوات؛ ما يجعل الارتباط الشرطي بين هذا الحشو والأمراض التي قد يسببها، مسألة لا يمكن اكتشافها بسهولة، رغم تنبّه العالم الغربي لهذا الأمر منذ سنوات عديدة، ومن ثم تخلّص معظم الناس من هذا الحشو، بل ويكاد من النادر استخدامه.
وينتهي الأخصائي إلى ضرورة التخلص من هذا السمّ الذي يُزرع في الأسنان، فيقضي مع الوقت على صحة الشخص ببطء دون أن يشعر.