أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن بلاده والاتحاد الأوروبي شريكان وثيقان في العديد من المجالات، معربا عن ثقته بإمكانية التعاون بينهما لمواجهة العنصرية ضد المسلمين.
جاء ذلك في كلمة له خلال ندوة نظمت بمناسبة فتح موقع إلكتروني بعنوان: “عرض تقرير إسلاموفوبيا في أوروبا لعام 2019″، من قبل مركز “سيتا” التركي للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، السبت.
وشارك العديد من الأكاديميين في الندوة التي نظمت عبر تقنية مؤتمرات الفيديو، وتم بثها مباشرة عبر موقعي “تويتر” و”يوتيوب”.
وقال ألطون في الكلمة الافتتاحية: “تركيا مستعدة لدعم الجهود التي سيظهرها الأصدقاء الأوروبيون بخصوص موضوع تحقيق المساواة بين المسلمين والجماعات الدينية الأخرى”.
وثمن تقارير “سيتا” التي تنشرها منذ 5 سنوات عن الإسلاموفوبيا في أوروبا.
وأضاف في ذات السياق: “أتاح التقرير للناس في جميع أنحاء العالم متابعة تطورات العنصرية ضد المسلمين في أوروبا. كما أثارت مخاوف الأوروبيين بشأن بعض الاتجاهات الاجتماعية والسياسية الناشئة في القارة”.
وأشار ألطون إلى أن التقرير يظهر ازديادا واضحا في عدد الهجمات التي استهدفت المسلمين ومساجدهم، وخاصة في السنوات الخمس الأخيرة.
وأوضح أن كيانات اليمين المتطرف الدولية، تمارس نشاطاتها كما تشاء في أوروبا ومنها منظمة “هانيبال” في ألمانيا والنمسا وسويسرا.
وانتقد ألطون تعاطي وسائل الإعلام الرسمية في أوروبا، من خلال التركيز على أخبار المقاتلين المتطرفين من المواطنين الأوروبيين في صفوف تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، وتجاهل أو المديح بالمقاتلين اليساريين المتطرفين في صفوف منظمة “بي كا كا” الإرهابية وغيرها.
ولفت إلى أن تركيا خطت خطوات تاريخية لعدم التفرقة بين منتسبي الأديان، من خلال إعادة الأوقاف غير الإسلامية لأصحابها، وترميم الكُنس والكنائس، ودعم كافة المواطنين على قدم المساواة دون التفريق بينهم.
وبيّن ألطون، أن تركيا تكافح بالتعاون مع أصدقائها وحلفائها التمييز وأقوال الكراهية والعنف ضد المسلمين.
وأردف: “في سبتمبر (أيلول) الماضي، اتفق الرئيس (رجب طيب) أردوغان مع نظيريه الباكستاني والماليزي، على تأسيس قناة ناطقة بالإنجليزية، ومركز تواصل مقرهما إسطنبول، بهدف مكافحة الإسلاموفوبيا”.
وتابع: “أعتقد أنه بإمكاننا التعاون عن قرب مع الاتحاد الأوروبي حول مكافحة العنصرية ضد المسلمين”.
وأعرب عن استعداد تركيا لدعم أي جهود أوروبية تهدف إلى تحقيق المساواة للمسلمين أو باقي المجموعات الدينية.
واستطرد ألطون: “يدا بيد سيمكننا تجاوز هذه المشكلة الجدية وإنشاء مستقبل آمن للجميع”.
من جهته، أفاد المنسق العام لـ”سيتا”، البروفيسور برهان الدين دوران، أن ظاهرة الإسلاموفوبيا بأوروبا مرتبطة بعقلية “تفوق العرق الأبيض” وصعود اليمين المتطرف.
بدوره، ذكر عضو التدريس بجامعة “جورج تاون” الأمريكية فريد حافظ، أن التيارات المعادية للإسلام في أوروبا ما زالت قوية.
أما عضوة التدريس بجامعة “دي مونتفورنت” البريطانية أمينة إيسات داس، فقد تطرقت إلى الجانب القانوني لمشكلة العنصرية.
وأعطت داس، مثالا ببلجيكا، حيث أوضحت أن القوانين تختلف من منطقة إلى أخرى في البلد، وهو ما يصعب من مكافحتها.
وشددت على أن ظاهرة الإسلاموفوبيا في بلجيكا تشهد ازديادا.
من جانبه، أفاد كارت تيتش، عضو المعهد البوسني للثقافة الإسلامية، بأن العنصرية ضد المسلمين في بلاده تختلف عن نظيرتها في أوروبا، حيث يصف الصرب البوسنيون المسلمين بـ”الخونة