وبالرغم من ذلك، قامت اليونان بمنع مرور أية سفينة تركية حول “كاستيلوريزو” وأعلنت أنها لن تتسامح مع تركيا تحديداً،
وهي التي تمتلك أطول خط ساحلي على البحر المتوسط يصل إلى حوالي 3000 كيلومتر، إذا ما قامت بالصيد على شواطئ تلك الجزيرة.
كما أوضحت أثينا أنها منفتحة على مشاركة شرق البحر المتوسط مع بقية الدول متى شاءت. فهل يمكن لأية دولة ذات سيادة أن
تقبل بهذه الشروط؟
وجاء رد تركيا على هذه النظرة التوسعية والعدوانية من خلال التوقيع على اتفاقية ترسيم حدود السيادة البحرية مع ليبيا التي يعد
ساحلها المتوسطي أيضاً أطول بكثير من ساحل اليونان. وبدعم من الجيش التركي، تم تبديد حلم الانقلابي الليبي خليفة حفتر
بالسيطرة على الأراضي الليبية وبدأت العملية الدبلوماسية في البلاد. وقامت تركيا بعد ذلك بسحب سفينتها البحثية التنقيبية
“أوروج رئيس”من البحر المتوسط ، بناءً على طلب ألمانيا لإعطاء فرصة للحوار. وانتظرت تركيا لمدة شهر كامل.
فما كان من اليونان إلا أن ردت باتفاق يحد من النفوذ البحري لمصر، ويتجاهل بالمثل الجرف القاري لتركيا، إلى جانب دعوة فرنسا
إلى المساعدة العسكرية.
وكذلك طلبت اليونان في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات شديدة على تركيا. وأعلن رئيس الوزراء اليوناني
“كيرياكوس ميتسوتاكيس” بحضور وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس”، الذي جاء بذاته للدعوة إلى محادثات دبلوماسية،
أن أثينا ليست منفتحة لأي حوار.
وقامت اليونان هذا الأسبوع ايضاً، بالإعلان على لسان رئيس وزرائها أنها تستعد لزيادة الجرف القاري في البحر الأيوني بشكل تعسفي
من 6 أميال إلى 12 ميلاً في محاولة ثانية بعد تلك التي قامت بها عام 1995.
وفي حين دأبت تركيا منذ البداية، على دعوة دول حوض المتوسط إلى إجراء حوار للتوصل إلى اتفاق مشترك، تواصل اليونان بدعم
غير مشروط من الاتحاد الأوروبي، تهديد تركيا في كل خطوة والتهرب من الحوار معها.
واليوم يتعين على اليونانيين إذا ما قرروا إعلان الحرب على تركيا، أن يتذكروا جيداً ما عاشه أسلافهم منذ 98 عاماً في معارك
أغسطس 1922، ولا أعتقد أنهم يريدون أن يعيد التاريخ نفسه.
تركيا لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، لكنها تتوقع احترام حقوقها وسيادتها على البر والبحر. والطريقة المثلى لذلك أن يتم
ترسيم الحدود البحرية لدول الجوار كما الحدود البرية، من خلال اتفاق يتم التوصل إليه بطريقة سلمية وحضارية. . طبول الحرب
بواسطة / هلال قبلان
هل يعقل الا يكون ورائها ترامب وحاشيته الغرب وكلابه العرب