لم تتورع فضائية ” العربية ” السعودية عن مواصلة نشرها أخبارا تتعلق بتركيا متعمدة بثّها بصياغات تنم عن نهج لا يراعي مهنية يفترض الالتزام
بها من أي وسيلة إعلامية تحترم متابعيها.
الفضائية السعودية بثت في إحدى نشراتها الإخبارية خبرا يتعلق بتحرك دبابات تركية نحو الحدود مع اليونان، استند كما
قالت إلى “وسائل إعلام تركية وأخرى مقربة من حكومة أردوغان”.
وعلى ذات نهج العربية بعدم الحيادية في ذكر المصادر وتعمّد الإتيان بمصادر مقربة من الحكومة التركية في سعي منها
لتمرير الخبر، ذكر موقع “مصراوي”(محلي مصري) نقلا عن صحيفة “يني شفق” التركية، “إن الجيش التركي نقل الدبابات
المنتشرة في منطقتي ريحانية وكوملو في هاتاي على الحدود السورية على شاحنات إلى أدرنة، في الشمال الغربي
على الحدود اليونانية”.
الخبر كما تداولته وسائل إعلام عدة وصحف ومواقع إخبارية يتضمن قيام الجيش التركي السبت 5 سبتمبر/ أيلول، بنقل تشكيلات
من المدرعات والدبابات من حدود تركيا مع سوريا إلى الحدود مع اليونان في ظل تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا في شرق المتوسط.
وبمتابعة فريق “مرصد تفنيد الأكاذيب” للخبر ومصادره توصل الفريق إلى:
أن موقع “مصراوي” زعم أنه نقل الخبر عن صحيفة “يني شفق”، لكن بالتدقيق والبحث في موقع الصحيفة بنسخته العربية لم تورد
الصحيفة هذا الخبر.
خلافا لما أوردته قناة العربية فإن أغلب المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام نقلت الخبر عن صحيفة “جمهورييت” المعارضة
لحكومة حزب العدالة والتنمية.
لكن القناة لم تذكر صراحة أنها نقلت عن صحيفة “جمهورييت” المعارضة، إنما نسبت خبرها إلى ما قالت “وسائل إعلام تركية
وأخرى مقربة من حكومة أردوغان”.
أما حقيقة الخبر فيمكن تأكيده ضمن سياقاته الصحيحة من مصادر موثوقة مثل وكالة الأناضول التي نقلت عن مصادر عسكرية
تركية، السبت، نفيها مزاعم إرسال تعزيزات إلى الحدودية اليونانية، في سياق رد تلك المصادر على أنباء إرسال الجيش التركي دبابات
إلى حدود اليونان.
إقرأ إيضا : من هم مؤسسو الجبهة العربية المضادة لتركيا؟
ونقلت الوكالة عن المصادر العسكرية التركية قولها “إن تلك الادعاءات لا تعكس الحقيقة، وليس هناك إرسال لأي تعزيزات
إلى الحدود اليونانية”.
وأكدت أن التحركات عمل مخطط له من قبل قيادة الجيش الثاني بولاية ملاطية(وسط تركيا).
لكن يبدو أن فضائية العربية ومن لف لفيفها من الوسائل التي تخلت عن المهنية وتحري الدقة تأبى أن تنقل الحقائق
عن المصادر الرسمية المعنية وإنما تتلقف أي خبر يماشي هواها حتى لو كان كاذباً.
.
المصدر/ A,A