كثير من البشر اليوم حول العالم لازالوا يعتقدون أن لبعض الـ عادات الاجتماعية في حياتنا دور في جلب الضرر والسوء بفعل خفي،
وهذا الأمر هو حالة ذهنية و فعل نفسي متأصل في التفكير الخرافي لهذه الشعوب أكثر من كونه يتمحور في عملية التفكير العلمي.
فرؤية شخص معين في الحلم، أو رؤية الغراب في الصباح الباكر، النوم في عتبة المنزل، والاستحمام عند غروب الشمس،
فتح المظلة داخل المنزل و رؤية قطة سوداء، جميعها عادات اجتماعية يُتشائم منها و تمارسها كثير من الشعوب
و تتوارثها عبر الأجيال.
وفي هذا رصدت وسائل إعلام العديد من تلك العادات والظواهر “الباراسيكولوجية Para-Psychology” التي لازال قسم
كبير من السكان في جنوب “سوريا” يمارسونها و يتوقعون أن مزاولتها تجلب النحس والضرر، ومن بين هذه العادات:
عدم زراعة محاصيل أو أشجار معينة)، وهي عادات لاتزال بعض العائلات تتبعها لارتباطها بحوادث مأساوية حدثت مع
تلك العائلة في مرحلة ما، حيث تقول “مريم الحمد” (43 عاماً)، من سكان محافظة “القنيطرة” التي توارث أفراد عائلتها
عُرف عدم زرع دوالي العنب في أرضها عبر أجيال:«يجلب لنا زراعة العنب فأل سيء، كلما قام أحد أفراد العائلة في زراعة
دالية العنب يقع لنا مكروه، حين قام أحد أسلافي قبل أربع سنوات بزراعة دالية عنب توفي بعد يومين بحادثة سير، وبعدها
بعامين قام زوجي بزراعة دالية أخرى فسقط ميتاً بعد قصف داعش للبلدة، وبنفس الطريقة كذلك الأمر توفي جدي
وعمي قبل عشرين عام».
إقرأ إيضا : عادات سيئة تتسبب باكتساب دهون البطن.. تعرف عليها
(ختان الأولاد) هي من العادات المتبعة في بعض الحواضر الريفية في الجنوب أنه حين يقع ختان أحد الصبيان يقوم
والد الصبي بنقله لمنزل أحد جيرانه، حيث تقول العادة أن إجراء عملية الختان في منزل الصبي هو فأل سيء عليه، لذا
يكرر الأشخاص المؤمنين بتلك العادة قول (لا يقع لنا)، أي أن فعل هذا الأمر سوف يودي بحياة أحد أفراد العائلة.
“أحمد الغوري” (39 عاماً) من سكان منطقة “اللجاة” شرق “درعا”، هو أحد الأشخاص الذين لازالوا يؤمنون بتلك العادة،
كذلك الأمر جيرانه في الحي الذي يسكنه، وفي ذلك روى لسناك سوري قائلاً:«حين رغبت في إجراء عملية ختان لابني
“ماهر” قبل عام أخذته لمنزل عمي لإجراء الختان فنحن نتشائم من ذلك في منزلنا، فذلك الفعل (لا يقع لنا)، فذات
مرة قمت بختان أحد أولادي في منزلي فمرضت أمي بسبب ذلك وكادت تفقد حياتها».
هذا ولا يكتفي الأمر عند هذا الحد، فالأمر قد يتعداه للجيران، يقول في ذلك “الغوري”:««كثير من السكان هنا أيضا لا
يحبذون ذلك، فلا تعتقد أنك حين ترغب في ختان ابنك في منزل أحد الجيران سيكون بالأمر السهل، فهم لن يقبلوا ذلك
أيضاً لأن ذلك يجلب النحس لهم ولا يقع لهم أيضاً».
(مبيت العروس)، وهي عادة قديمة لازالت تتبعها بعض العائلات في “القنيطرة” وريف “درعا” الغربي، وتقضي العادة
أن يتم وضع العروس في منزل أحد جيران العريس لتبيت ليلتها قبل الزواج بعيداً عن أهلها وزوجها، وهناك الكثير من
السكان ممن يتشائمون من هذه العادة، أي من وضع العروس في منزلهم، فهذا الأمر يجلب لهم روحاً سيئة قد تصيب
العائلة بالمرض أو توقع بهم المصائب أو تودي بحياتهم.
.
المصدر/ وكالات