لم يخل الـ زلزال المدمّر الأخير الذي وقع بقوة 6.6 درجات قبالة سواحل قضاء “سفري حصار” بمدينة إزمير التركية، من القصص التي أثارت العواطف والمشاعر الإنسانية.
مراد أكتاش، مواطن تركي وفريق الإنقاذ التابع لبلدية صقاريا وقد شارك بنفسه في إنقاذ ضحايا الزلزال الذين كانوا عالقين تحت الأنقاض. أثارت قصته المشاعر الجياشة لما تحمله من معاني إنسانية.
حيث أن أكتاش ذاته كان من بين ضحايا زلزال 17 أغسطس/آب عام 1999. حيث تم إخراجه من تحت الأنقاض بعد يوم كامل من وقوع الزلزال المدمّر في مدينة كوجالي التركية آنذاك.
كان أكتاش بعد وقوع زلـزال إزمير الأخير يسعى بكل ما يستطيع لإنقاذ عائلة صارت تحت الأنقاض إثر سقوط منزلهم على الأرض. بعد سقوط المبنى المكون من 5 طوابق.
يقول أكتاش واصفًا تلك اللحظات “لقد عملنا على مدار 39 ساعة متواصلة دون أدنى انقطاع، لإنقاذ الضحايا. كان الأمر صعبًا للغاية، نتحدث عن 5 طوابق صارت حطامًا، فضلًا عن طابقين تحت الأرض، ومحل تجاري أسفل المبنى”.
ويتابع أكتاش قائلًا “لجأنا إلى حفر ما يشبه الأنفاق للتسلل إلى الضحايا، بدلًا من القيام بتكسير الجدران. تمكنا أخيرًا من الوصول إلى أنقاض المبنى المنهار عبر حفر الأنفاق، وهذه الطريقة في الإنقاذ تعتبر نادرة في تركيا”.
مشيرًا إلى أنهم تمكنوا من إنقاذ 9 أشخاص، والعثور على 13 آخرين كانوا قد قضوا مع انهيار المبنى.
أما عن زلـزال 17 أغسطس 1999 فيقول رئيس فريق الإنقاذ التركي، أكتاش “لقد ترك ذلك الزلزال بي أثرًا لا يمكن نسيانه بسهولة. في ذلك الوقت لم يكن لدى الناس معلومات كافية عن الزلزال. وطرق إخراج الضحايا من تحت الأنقاض. كان الأمر معقدًا ومخيفًا، حتى أن إمكانيات الدولة لم تكن بحجم اليوم”.
ويضيف أكتاش أنه حينما كان يقوم بإنقاذ الضحايا إثر زلـزال إزمير الأخير، كان يتذكر تلك اللحظات الصعبة التي قضاها يومًا كاملًا تحت الأنقاض.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقع زلزال بقوة 6.6 درجات على مقياس ريختر. قبالة ساحل قضاء “سفري حصار” بولاية إزمير.
.
المصدر/وكالات