انتقد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، اليوم الخميس، معارضة بعض الأطراف للوجود العسكري لبلاده في معسكر “بعشيقة” شمالي العراق، مشيراً إلى أن تواجدهم هذا جاء تلبية لرغبة الإقليم الكردي، وأن هذا الأمر “غير قابل للنقاش”.
وقال قورتولموش إن “سكان بعشيقة بكافة أطيافهم العرب والكرد والتركمان، هم إخوتنا، أمّا أنتم فلماذا قطعتم آلاف الكيلو مترات وأتيتم إليها علماً أنكم غرباء عنها ولا تعرفون مذهبهم ومشربهم وثقافتهم وأعرافهم وتقاليدهم؟”.
جاءت تصريحات قورتولموش هذه خلال مشاركته في برنامج نُظّم في المركز الثقافي والفني بولاية أوردو شمالي تركيا، بمناسبة أسبوع المساجد وموظفي الشؤون الدّينية.
وأوضح المسؤول التركي أن الوجود العسكري لبلاده في بعشيقة “جاء تلبية لدعوة إدارة إقليم الحكومة الكردية في شمال العراق”، مضيفاً أنّ هذا الوجود “غير قابل للنقاش أبداً”.
وأشار إلى وجود أطراف (لم يسمها) تسعى لإيقاع أهالي شعوب المنطقة في فخ النعرات المذهبية وجعلهم يحاربون بعضهم البعض بذريعة الدفاع عن مذهبهم.
وتابع في هذا الصدد “تركيا ستُفشل كافة الخطط الرامية لزرع الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية بين شعوب المنطقة، وستعمل على احتضان الجميع بصرف النظر عن انتماءاتهم، وستحول دون انتقال هذه الفتن إلى الداخل التركي”.
مستطرداً “تركيا لم تطمع في شبر واحد من تراب بلد آخر ولا تسعى عبر تاريخها لاستغلال ثروات الشعوب الأخرى، وعملت دائماً على مساعدة شعوب المنطقة وسارعت لمد يد العون إليهم”.
وشبّه قورتولموش، هجمات المنظمات الإرهابية المتزامنة على بلاده بالآلام التي تسبق الميلاد المجيد، مؤكداً أن “تركيا ستستعيد أمجاد الأجداد، وأنّ إدراك المنظمات الإرهابية والقوى الداعمة لها لهذه الحقيقة تدفعهم للقيام بمزيد من الاعتداءات الإرهابية والضغوط ضد تركيا”.
ومراراً أكدت تركيا أن الهدف الوحيد لـ”معسكر بعشيقة” هو تدريب القوات المحلية لاستعادة الأراضي التي فقدوها أمام “داعش”.
وجدّد البرلمان التركي، تفويضه مساء السبت الماضي، للحكومة، بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، من أجل التصدي لأية هجمات محتملة قد تتعرض لها الدولة من أي تنظيمات إرهابية، وهو ما انتقده البرلمان العراقي وطلب حكومة بلاده برفض هذا الأمر.