قالت الدكتورة بدور محمد العثمان، أستاذ مساعد بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة “الإمام عبد الرحمن بن فيصل”، إن جماعة “الحشاشين” في سوريا أثارت دهشة الكتاب والباحثين في أثناء الحروب الصليبية، لأنهم يختلفون عن المسلمين.
وأشارت “العثمان” خلال لقائها على قناة “الرسالة” إلى تقرير كتبه مبعوث إلى الإمبراطور “فريدريك بربروسا” عام 1175م، لفت فيه إلى أن هذه الجماعة تأكل لحم الخنزير الذي تحرمه شريعة العرب ويأتون المحارم من أمهاتهم وأخواتهم ويعيشون في الجبال.
ونقلت الأكاديمية، عن تقرير المبعوث، أن شباب هذه “الجماعة” كانوا يتلقّون التعليمات من بعض الأفراد بدءًا من الشباب المبكر إلى الرجولة الكاملة، وعليهم أن يطيعوا “سيد القلعة” فيما يقوله أو يأمر به، ليهبهم “المسرّات” في الفردوس الأعلى، مشيرًا إلى أن هذا أسلوب السيطرة الفكرية على الآخرين.
وأضافت الدكتورة “بدور”: أن كثيرًا من الأجانب تعجبوا من طريقة إقناع الشاب بالعملية الانتحارية التي كانت تقوم بها هذه الجماعة، التي كان عددها أيام الحروب الصليبية، وفقًا لما ذكره البعض 60 ألفًا.
وأشارت إلى أن أسطورة هذه الجماعة كان ماركو بولو في عام 1273م، إذ رددت جماعة الحشاشين أن هذا الرجل أغلق واديًا بين جبلين وحوله إلى إلى حديقة فيحاء.
وتابعت: أن هذه الجماعة تأتي بالشاب وتُدخله على الشيخ، ثم يسقونه “مخدرات” وحينما يفقد الوعي يسحبونه ويذهبون به إلى الحديقة، ليعيش المتعة كاملة مع النساء والطعام والملذّات، ثم يأتون به مرة ثانية إلى الشيخ، فيقول له أطعنا لتعود إلى الجنة التي رأيتها.
وختمت بقولها: إنه “من الممكن السيطرة على عقول الشباب وأفكارهم”، مشيرة إلى أن الغزو الفكري، والسيطرة من خلال غسيل الأدمغة، تجعل الشباب من الممكن أن يقوم بالمستحيلات.
يُذكر أن “جماعة الحشاشين”، كانت طائفة قد انفصلت عن الفاطميين “الشيعة” في أواخر القرن الخامس الهجري، الحادي عشر ميلادي، ليستقروا في بلاد فارس والشام، ثمّ هاجر إليهم عدد من الإيرانيين، وكانوا يتخذون القلاع الحصينة بقمم الجبال معقلاً لنشر دعوتهم، كما كانوا على خلاف دائم مع العباسيين وجميع الأطراف بما فيهم الصليبيين.