قضى أهلها بقذيفة .. “باعوها” باسم الزواج .. وتعيش مع رضيعتها في حدائق دمشق

منذ سقطت قذيفة فوق بيتها لم تعد إلى بيت .. ولم تعرف أهلا، وباسم الزواج “باعها” من التقطها من أول شارع، قبل أن تصير أما مع رضيعة من حديقة لأخرى بحثا عن مأوى   .

 

الاسم: مها، أم زينب، مواليد تدمر عام 1984، مكان الإقامة الحالي: حديقة شارع الثورة، السابق: حديقة الزاهرة.

 

تقول أم زينب أنها لم تعرف الاستقرار منذ أن قضى أفراد عائلتها بقذيفة دمرت المنزل، حين كانت هي خارجه.

 

تعيش في الحدائق منذ نحو عام ونصف العام، حين خرجت إلى الشارع وهي حامل بعد “زواج” كان في الواقع عملية “بيع” مقنعة، تسعة أشهر مع جنين، وثمانية مع رضيعة لم تعش تحت سقف سوى أيام قضتها في مشفى حكومي حيث “رأت النور” هناك بمساعدة إحداهن، والباقي:

التجأت إلى أحد الأماكن الدينية وهناك عثر عليها من أقنعها أنه فاعل خير، وأخذها إلى منزله حيث عرفت أنه “يستقدم عرسان” حسب تعبير مها. ومرة قال لها إن “عريسا” من البحرين يريد أن يراها، ثم أخبرها أنها أعجبته وأنه يريد أن يتزوجها، لكن: “عرفي. يعني دون أن يعلم أحد”، واتفق مع مضيفها على “السعر”:

زواج أصرت على توثيقه فيما بعد، وتحتفظ بنسخة عن صك زواج صادر عن المحكمة الشرعية في دمشق. لكن الزوج الذي كان يحجز لها غرفة في فندق، ويراها كلما جاء إلى سوريا، قرر بكل بساطة، أن ينهي كل شيء حين علم أنها حامل. وصارت في الشارع حين طلب منها صاحب الفندق أن تترك الغرفة، بناء على اتصال من الزوج.

في الحر وفي البرد، ليس هناك ما يقي، وما عليها وسواها إلا أن يتأقلموا مع ظروف حياة التشرد:

اقرأ أيضا

تقول أم زينب إن ثمة من اقترح عليها أن تأخذ الرضيعة إلى دار الأيتام، لكنها لم توافق، وتقول إنها ستقدم لها ما تستطيع حتى لو جاعت. “ما إلي غيرها وما إلها غيري”:

كثيرة هي العائلات التي شردتها الحرب، وكثيرون الذين تعرضوا لاستغلال كان أقسى من الحرب. حتى صار اعتياديا مشهد رضيعة مشردة في حديقة.

 

كيس من النايلون، حقيبة نسائية، وملابس لا تتغير، هو كل ما تملكه عائلة زينب. الرضيعة التي تبتسم لأن الطقس كان دافئا في تلك الساعة، بعد يومين كانا الأكثر برودة.

أم زينب
أم زينب

.

المصدر / RT

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.