نفى ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صحة الأنباء عن دراسة تركيا ملف تسليم المعارضين المصريين المقيمين في أراضيها إلى مصر رغم ما وصفه بـ”الصفحة الجديدة للحوار”.
وقال أقطاي، خلال مداخلة هاتفية مع قناة “الجزيرة مباشر”، إن “من المستحيل أن تسلم تركيا أي شخص لا لمصر ولا لأي دولة أخرى توجد فيها عقوبة الإعدام”، وأشار إلى أن هذه المعايير يتبعها الاتحاد الأوروبي وبلاده تلتزم بها رغم أنها ليست عضوا في التكتل.
وأضاف: “لكن هذا لا ينتظر من مصر أيضا، هي لا تخفي وكل الناس يعلمون أن هناك صفحة جديدة للحوار بين تركيا ومصر، أن هناك تقاربا في الكثير من المجالات ولكن هذا لا يحتوي على ملف تسليم المعارضين من تركيا إلى مصر، وهذا شيء أكثر من المستحيل”.
كما نفى أقطاي أن تكون السلطات التركية قد طلبت إغلاق القنوات المعارضة للسلطات المصرية، واصفا هذا الأمر بالمستحيل.
وأكد أقطاي٬ أن مبادئ تركيا ثابتة وموقفها من الانقلابات وقضايا حقوق الإنسان لن يتغير، وأنه لا ضرورة للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال أقطاي إن تركيا لديها خلافات مع الكثير من الدول ولكن يحدث تفاهمات فيما بينها وهذا التفاهم لا يعني التوافق على صعيد جميع الملفات.
وضرب مستشار الرئيس أردوغان مثالا بعلاقة تركيا بروسيا التي تواجهها في سوريا وليبيا، ولكنها تتعاون معها أيضا على صعيد ملفات أخرى وفقا للمصالح المشتركة.
وأضاف مستشار الرئيس التركي أن انتهاكات حقوق الإنسان في البلدان العربية أمر واقع ونقد تركيا لها أمر وارد، تماما كما تنتقد كثير من الدول الأوربية تركيا بأن لديها انتهاكات أيضا، وتركيا ترحب بأي جهة دولية إذا أرادت مراقبة السجون التركية وتستمع لأي انتقاد وترى أن اتباعها معايير حقوق الإنسان أمر لمصلحتها.
وحول ما يتردد عن إبلاغ قنوات المعارضة المصرية في تركيا تخفيف اللهجة تجاه النظام المصري قال أقطاي إنه لا يدري ما تم إبلاغه لهذه القنوات على وجه التحديد، ولكن إذا كانت هناك تجاوزات لحدود النقد الموضوعي فإنه ينبغي التنبيه لأن هذه علاقات دولية.
وأضاف أنه لما هاجمت بعض القنوات في الدنمارك تركيا طلبت تركيا إغلاق تلك القنوات، ورغم أن الدنمارك لم تغلقها فإن ذلك كان له تأثيره على سياساتها وهذا موجود في كل الدول.
وتابع قائلا “تركيا توفر أعلى درجة من حرية التعبير في الإعلام حتى لتلك القنوات التي تنتقد النظام الحاكم وحزب العدالة والتنمية ليلا ونهارا، ولا أحد يطلب منهم التوقف بل نقوم بالرد عليهم من خلال وسائل إعلامنا”.
وحول التقارب التركي المصري قال أقطاي إن مصر أقرب لتركيا من إسرائيل على سبيل المثال، ولدى تركيا علاقات مع إسرائيل وتتعامل معها رغم الخلافات الكبرى بين الدولتين.
اعلان
وبسؤاله “هل كان قرار تركيا الانحياز للمعارضة المصرية وإعلامها خاطئا”؟ قال أقطاي إن تركيا ليست نادمة على ما فعلت لأنها تصرفت بموجب ما تؤمن به من مبادئ، مضيفا “تركيا دائما تنحاز للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان ولن تتوقف عن ذلك ولم يطلب الجانب المصري الاعتراف بأن ما حدث في 2013 لم يكن انقلابا”.
وحول إن كان يتوقع أن تحدث مقابلة قريبة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال “لا أتوقع ذلك وليس الأمر ضروريا من الأساس”.