محاولة الانقلاب الفاشلة بعيون سفراء أجانب بأنقرة

أكّد عدد من سفراء الدول الأجنبية في أنقرة، أنّ الشعب التركي الذي استجاب لنداء الرئيس رجب طيب أردوغان ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف تموز/ يوليو الماضي، أظهر بطولة فريدة وحافظ عبر نزوله إلى الشوارع والساحات على مؤسسات الدولة ونظامها الديمقراطي.

وقال السفير الأفغاني لدى أنقرة أمان الله جيهون، إنّ نزول الشباب والمسنين إلى الشوارع وتصديهم للدبابات وآلات القتل بصدورهم العارية يعتبر شجاعة كبيرة، والشعب التركي هو من أعاق وصول الانقلابيين إلى هدفهم ليلة 15 يوليو.

وأضاف جيهون أنّ الشعب التركي بتضحياته وكفاحه ضدّ الانقلابيين، كسِب معركة الحرية، معرباً عن أمله في أن تكون صفحة الانقلابات بتركيا قد طويت دون عودة.

وتابع السفير الأفغاني قائلاً: “ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة كنت في مطار أسن بوغا بالعاصمة أنقرة للمشاركة في حفل وداع وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين رباني، وعلمنا بالمحاولة من خلال وسائل الإعلام، كانت ليلة مرعبة، ولم نستطع أن نستوعب الأمر في البداية وتأكدنا أنّ ما يحدث هو محاولة للانقلاب على الحكومة، بعد أن رأينا الدبابات فوق جسر البوسفور(شهداء 15 تموز حاليا)”.

وأردف جيهون قائلاً: “شعرنا بحزن عميق عندما علمنا بمحاولة الانقلاب، لأننا نعلم مرارة الانقلابات على اعتبار أنّ أفغانستان شهدت انقلابات في الماضي”.

وواصل جيهون سرده لتفاصيل تلك الليلة قائلاً: “غادرنا المطار برفقة الوزير، بسبب إلغاء إدارة المطار كافة الرحلات، وبينما كنا نعود إلى مقر السفارة، تلقيت اتصالات من المسؤولين في كابول حول ما يحصل في أنقرة وعموم تركيا”.

وأشار جيهون إلى أنّه تابع نداء الرئيس أردوغان للشعب التركي بعد أن عاد إلى منزله، واصفاً انتقال أردوغان من مرمريس إلى إسطنبول عبر طائرته الخاصة، بالخطوة الشجاعة، لا سيما أنّ الطائرات الحربية التي كانت تحت سيطرة الانقلابيين تجوب في سماء أنقرة وإسطنبول بحثا عن المسؤولين وعلى رأسهم أردوغان.

واستطرد قائلاً: “بعد منتصف الليل أبلغت سلطات بلادي بأن محاولة الانقلاب باءت بالفشل، لأنني رأيت إصرار الشعب التركي على مقاومة الانقلابيين، وعشقهم لبلادهم وللحرية، وشجاعة القائد الذي يقودهم، فالشعب التركي يستحق مثل هذا القائد”.

اقرأ أيضا

حريق مدمر في بوردور: شبهة جنائية وراء اشتعال 6 حافلات عامة…

– خطاب أردوغان كان الحدث الأهم:

من جانبه قال السفير الباكستاني لدى أنقرة سهيل محمود، إنّه أدرك بأنّ أمراً غير طبيعياً يحصل في أنقرة عندما شهد تحليق المقاتلات على مستويات منخفضة ليلة 15 تموز.

وأوضح محمود للأناضول أنه كان في مقر السفارة الباكستانية في منطقة جنقايا بالعاصمة أنقرة لحظة بدء محاولة الانقلاب الفاشلة.

وأضاف أنّ خطاب أردوغان للشعب التركي ودعوته لهم بالنزول إلى الشوارع والساحات، والتصدي للانقلابيين، كان الحدث الأهم الذي غيّر مسار المحاولة وساهم بشكل كبير في إفشالها.

وتابع محمود قائلاً: “رئيس البرلمان الباكستاني سردار آياز صادق كان في زيارة رسمية إلى لندن ليلة 15 يوليو، وأجرى من هناك 3 اتصالات هاتفية بنظيره التركي إسماعيل قهرمان، للاطمئنان على وضع تركيا وما يجري فيها، وكذلك أجرى وزير خارجيتنا اتصالا هاتفيا بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو”.

وأردف: “رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف كان السباق في الاتصال بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث أعرب له عن تضامن باكستان حكومة وشعباً مع الأشقاء الأتراك ضدّ الانقلابيين”.

وأعرب محمود عن تضامن الشعب الباكستاني مع أشقائهم الاتراك في تلك المرحلة الصعبة التي شهدوها.

الاناضول


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.