الداخلية القطرية تحدد موقعين تم عبرهما اختراق وكالة الأنباء الرسمية

قالت وزارة الداخلية القطرية، مساء الخميس، إن الموقعين اللذين تمت عبرهما عملية اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، في مايو/آيار الماضي، موجودين بالإمارات.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة في مقرها بالدوحة، وشارك فيه أعضاء من لجنة التحقيق في اختراق الوكالة.

وخلال المؤتمر الصحفي، عُرض فيلما، تم خلاله، كشف مراحل اختراق الوكالة.

وأظهر الفيلم أن تسلل المخترق لموقع الوكالة تم باستخدام برامج للتخفي (VPN)، يوم 19 أبريل/نيسان الماضي؛ حيث جرى كشف كامل على الموقع عبر عملية استطلاع.

وفي 22 من ذات الشهر، قام المخترق باستغلال ثغرة بالموقع، لتثبيت برامج خبيثة، ثم قام بمشاركتها، عبر شخص آخر، عن طريق تطبيق “سكايب”، من عنوان “آي بي” لجوال “آيفون” من إحدى دول الحصار.

وفي الأيام التالية، حسب المصدر ذاته، قام المخترق بإعادة تطوير البرامج الخبيثة، ليتمكن من التحكم الكامل بالشبكة.

وفي 23 مايو/أيار، وقبيل بدء الهجوم بدقائق، لوحظ ازدياد عملية التصفح بشكل كبير، وذلك عن طريق عنوانيّن “آي بي” من إحدى دول الحصار.

وبينت الداخلية أنه عند الساعة 23:45 بالتوقيت المحلي، من يوم 23 مايو/آيار، بدأ الهجوم الفعلي، وتم نشر التصريحات المفبركة لأمير البلاد الساعة 00:13 بعد منتصف الليل (أي في الدقائق الأولى من يوم 24 مايو/ آيار الماضي).

وقالت الداخلية في فيلمها إنه بالرغم من استخدام المخترقين أساليب مبتكرة، لإخفاء هوياتهم، فإن الفريق الفني تمكن من الوصول إلى أدلة، تؤكد وجود اتصال مباشر مع عناونين “آي بي” من بعض دول الحصار، كما تم التوصل إلى رقم هاتف اوروبي، تم استخدامه في عملية الاختراق.

وكشف المقدم علي محمد المهندي رئيس فريق التحقيق عن عملية تصفح لموقع (قنا) من موقعين بدولة الإمارات، ورأى أنها “المستفيدة” من الاختراق.

واعتبر أن “الهجمة الاعلامية الشرسة، التي بدأت بعد الاختراق، كانت مدروسة، وكان السيناريو معد لعمل هذا الاختراق”.

وبين أنه تم تحويل الأدلة للنيابة العامة، التي بدأت بدورها تحريك الدعوى القضائية ضد المخترقين.

غير أنه أوضح أن فريقه يواجه مشكلة أن “هناك معلومات في دول الحصار أو الدول المخترقة، ولكن لا يوجد تواصل بيننا لنعرف من استخدم هذه العناوين، ومن يقف ورائها”.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قبل أيام، عن مسؤولين بالمخابرات الأمريكية، أن أبوظبي هي من تقف وراء اختراق الوكالة القطرية، لكن وزير الدولة بالخارجية الإماراتية، أنور قرقاش نفى هذا الاتهام.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجانب الإماراتي.

ودرجت وسائل إعلام قطرية على الربط بين اختراق “قنا”، والقرار الذي اتخذته كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بعد ذلك بأسبوعين، بقطع العلاقات مع الدوحة.

وتجسدت عملية الاختراق في نشر تصريحات منسوبة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، اعتبرتها وسائل إعلام دول المقاطعة “مناهضة لسياساتها”، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران.

وفي أعقاب الاختراق، انطلقت حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر.

واعتبرت وسائل إعلام قطرية، مسارعة وسائل إعلام سعودية وإماراتية نشر تلك التصريحات، رغم نفي الدوحة صحتها، “مؤامرة” ضد بلدهم.

وبررت السعودية وحلفائها قرارهم بحق قطر، بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً أنها تواجه “حملة افتراءات وأكاذيب”.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.