لا تزال الأنظار متجهة صوب أفغانستان البلد التي أصبحت في الفترة الأخيرة تحت المجهر وحديث الشارع عقب الانسحاب الأمريكي منها وسيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم فيها، فقد توالت الأنباء عن انتهاء الحركة من تشكيل الحكومة التي ستدير شؤون البلاد في قادم الأيام، في الوقت الذي تجري فيه أمريكا اتصالات حثيثة مع أطراف أخرى فيما يخص مطار كابل، وكذلك فيما يخص التعامل مع الأوضاع الجارية هناك بعد الانفجارات التي هزت المطار.
فقد ذكرت تقارير إعلامية أن الأفغانيين والعالم يترقبون ظهور زعيم طالبان هبة الله أخوند زاده وكذلك ينتظرون الانتهاء من تشكيل النظام الذي ستدير به الحركة شؤون البلاد.
وحتى كتابة هذا المقال لم تعلن الحركة رسميًا عن شكل الحكومة الأفغانية أو ما إذا كانت ستلتزم بالدستور الحالي للبلاد، أم إنها ستدخل تعديلات عليه، فضلا عما إذا كان زعيمها الأعلى سيحظى بموقع قيادي بعيدا عن حسابات العملية الانتخابية.
اقرأ أيضا/ بمَ وعد بايدن الرئيس الأفغاني غني قبل ساعات من سيطرة طالبان.. ما موقفه من تركيا؟
وسبق أن أعلنت طالبان أن أخوند زاده لن يتولى منصبا رئاسة أفغانستان أو منصبا في الحكومة، لكن عضو اللجنة الثقافية في الحركة، أنام الله سمنكاني، صرّح بعكس ذلك، وقال إنه “لا شك في وجود أمير المؤمنين (هبة الله أخوند زاده) في الحكومة. سيكون رئيس الحكومة ولا ينبغي أن يكون هناك شك في هذا الأمر”.
وأضاف سمنكاني في تصريح له عبر وكالة الأنباء الأفغانية: “لقد أوشكت المشاورات بشأن الحكومة الجديدة على الانتهاء، كما أنه تم إجراء المناقشات اللازمة حول مجلس الوزراء. الحكومة الإسلامية التي سنعلنها ستكون نموذجا للشعب (الأفغاني)”.
وكشف أن حركته بصدد الإعلان عن نتائج المشاورات التي أنهتها بشكل شبه كامل، مع تأكيدها أن أقطاب النظام السابق لن يشاركوا في الحكم الجديد.
وفيما يخص مطار كابول أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أنها تجري اتصالات دبلوماسية مع تركيا وقطر وطالبان لضمان إعادة فتحه “في أقرب وقت ممكن”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس خلال مؤتمر صحفي إنّ الأتراك والقطريين في كابول “يعملون على إعادة فتح المطار في أسرع وقت”، موضحا أن إعادة فتح المطار بشكل آمن “يضمن توفير مطار مدني للأفغان إضافة إلى إجلاء المواطنين الأفغان الذين تلتزم الولايات تجاههم”.
أمريكا ستضطر للتعامل مع طالبان
ونظرًا للتفجيرات التي ضربت مطار كابول أعلن جنرال أمريكي أنهم يعملون مع حركة طالبان على عدد صغير جدا من القضايا.
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إنه “من الممكن” أن تنسق الولايات المتحدة مع طالبان في عمليات “مكافحة الإرهاب” في المستقبل.
ولدى سؤاله عن تنسيق الجيش الأمريكي مع طالبان للسماح بوصول الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى المطار، قال أوستن: “كنا نعمل مع طالبان ، وكان هذا فقط لإخراج أكبر عدد ممكن من الأشخاص”.
وأضاف الجنرال ميلي: “في الحرب تفعل ما يجب عليك لتقليل المخاطر على المهمة والقوات، وليس ما تريد أن تفعله”.
اقرأ أيضا/ طالبان تعلن الاستقلال وترغب بعلاقة جيدة مع أمريكا.. ماذا قال مجلس الأمن؟
ويعد تنظيم الدولة في خراسان (داعش خراسان) هو الأكثر تطرفا وعنفا من بين كل الجماعات الجهادية المسلحة في أفغانستان. ولديه خلافات كبيرة مع طالبان، متهما إياها بالتخلي عن الجهاد وعن ساحة المعركة.
كما أن استمرار تنظيم الدولة في خراسان يهدد الجماعات الأخرى، خاصة حركة طالبان باكستان، التي فقدت كوادرها لصالح تنظيم الدولة في خراسان قبل بضع سنوات، ويمكن أن يتكرر ذلك مرة أخرى، تشعر بالقلق أيضا.
ولا تملك طالبان حتى الآن القدرة الشرطية لمواجهة الزيادة المحتملة في الهجمات ضدهم، لا سيما في المناطق الحضرية، حيث يتمتع تنظيم الدولة في خراسان بحضور أقوى.
لقد اعتادوا أن يكونوا قوة متمردة، ويحتاجون إلى تعلم كيفية تأمين المدن. وبسبب السجناء المفرج عنهم مؤخرا، فإن تنظيم الدولة في خراسان في وضع جيد لتحدي طالبان في المناطق الريفية في شرق أفغانستان، ما يجعل توطيد طالبان للسلطة أمرا صعبا.
هذا يضع أمريكا وطالبان في موقف محرج محتمل، حيث يشتركان في نفس العدو. هل يجب على أمريكا العمل مع طالبان ضد تنظيم الدولة؟ هناك طريقان إلى الأمام. أحد الخيارات، الذي يبدو أن إدارة بايدن تميل إليه، هو التعاون مع طالبان، بما في ذلك ربما بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية لضربات الطائرات دون طيار ضد قادة تنظيم الدولة في خراسان.
المصدر: تركيا الان+ وكالات