ذكرت تقارير أمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل على أن يكون قائدا للعالم الإسلامي، وذلك من خلال بوابة أفغانستان.
ومنذ بداية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عرضت أنقرة على طالبان حراسة محيط مطار كابول إلا أن المتحدث باسم الحركة رفض المقترحات التركية وقال: “ليست في محلها، وهي خرق لسيادتنا وكرامة أراضينا، وضد مصالحنا القومية”.
وعلى الرغم من هذه النكسة -وفق ما اعترف به المسؤولون الأتراك- إلا أن تركيا لم تترك الأمر وأعلن وزير خارجيتها قبل أيام أن الشركات الخاصة وليس القوات التركية قد تقدم الأمن للمطار.
وفي هذا السياق أشار موقع بلومبيرغ الأمريكي أن المطار سيكون على رأس أجندة الرئيس أردوغان لأنه يريد أن تلعب بلاده دورا رئيسيا في إدارة البوابة الأساسية لأفغانستان على العالم.
اقرأ أيضا/ سياسيًّا.. لماذا لا تخاطر تركيا بالتعامل رسميا مع طالبان حتى الآن؟
ولفت الموقع على لسان الكاتب بوبي غوش إلى هذه الطريقة ستكون بداية التعاون مع حكومة بقيادة طالبان، والتي لن تخدم مصالح تركيا القومية فحسب، بل وطموحات أردوغان الكبرى، سواء من خلال الرجال بالزي العسكري أو بزي الشركات.
وأوضح الكاتب أن أكثر ما يقلق بال تركيا هو منظر خروج كبير للأفغان الفارين من الحكم الجديد، وعدم الاستقرار السياسي.
فعادة ما تمضي غالبية اللاجئين الأفغان تجاه باكستان وإيران اللتين استقبلتا عددا كبيرا منهم خلال سنوات الحرب التي مضى عليها 40 عاما، إلا أن عددا لا يستهان به منهم يختار تركيا كوجهة له، على أمل الوصول إلى أوروبا”.
وتعد الجمهورية التركية أكبر التجمعات للاجئين في العالم إذ تحوي أكثر من 3.7 مليون لاجئ في البلد، حسب إحصائيات المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأوضحت الإحصائية أن أغلبهم سوريون، ومنهم عدد لا بأس به من الأفغان يصل عددهم إلى 130.000 لاجئ.
وفي هذا السياق قال أردوغان إنه لا يريد تحول بلاده إلى “غرفة انتظار” حتى تحين فرصة خروج، ورغم تلقي تركيا مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي للعناية باللاجئين، إلا أن مجرد وجودهم يعتبر مصدرا لعدم الاستقرار السياسي والمشاكل للرئيس.
وبسبب وجود اللاجئين تنامت ظاهرة العنصرية ضد الأجانب في تركيا ما تسبب بوجود حوادث قتل كما حصل في أنقرة الشهر الماضي.
وكان المتضرر الأكبر من هذه الحوادث هم اللاجئون السوريون الذين اتخذت الحكومة بحقهم بعض الإجراءات الإدارية، إلا أن الأفغان الذين يصلون إلى تركيا سيجدون أمامهم استقبالا معاديا.
اقرأ أيضا/ طالبان أصبحت قاب قوسين من الحسم في بنجشير.. وتركيا ترتقب الإعلان الرسمي للحكومة
ومن الأفضل لدى الرئيس التركي هو إقناع طالبان بحكم لين حتى لا يضطر الأفغان للمغادرة أو سيطرة متشددة على الحدود لإبقاء الأفغان داخل حدود بلدهم.
ومن خلال هذا الدور الذي تحملته تركيا عوضا عن الولايات المتحدة والناتو قد يؤدي إلى تلطيف النبرة المعادية.
ووفق الكاتب فإنه يمكن لأنقرة أن تطور مكاتب جديدة في كابول، لإقناع طالبان تعديل مواقفها تجاه المرأة مثلا، وسيجنب أنقرة الكثير من المواقف المعادية، ويعطي تركيا بعضا من المديح.
وأوضح أن أفغانستان بالنسبة لأردوغان فرصة لتوسيع التأثير التركي وموقفه كقائد للعالم الإسلامي، وعلى حسابه منافسته السعودية، متسائلا هل تستطيع تركيا وحكومة العدالة والتنمية أن تحقق كل هذه الطموحات والمكاسب في أفغانستان؟
ويجيب الكاتب بالقول إن هذا كله يعتمد على حلفائه في الدوحة الذين طوروا علاقات مع طالبان.
تابع: “ويمكن للقطريين أن يفتحوا الأبواب في كابول، ومن هنا فإدارة مشتركة للمطار، إن كان هذا الذي لمح إليه مجاهد، أمر جيد. ولكن من الباكر جدا القول إن قطر مستعدة للتشارك مع تركيا في دور الرابط لأفغانستان مع العالم، هذا اذا افترضنا أن باكستان لن توجه لهما لكمة”.
المصدر: تركيا الآن+ وكالات