بعد أكثر من اثني عشرة سنة من إطلاق عملة البتكوين الرقمية، انتشرت العملات المشفرة بشكل جنوني هذه الأيام وأصبحت جزءا من الاستخدام المالي، في حين كثرت التساؤلات بجدية هل حان الوقت لنقول وداعا للأموال التقليدية؟
في حين أن السلفادور في يونيو/حزيران 2021 فاجأت العالم باعتماد برلمانها للبتكوين عملة قانونية بالبلاد بجوار الدولار الأميركي، واعتمدتها بشكل رسمي مطلع الشهر الحالي.
يقول الخبراء أن هذا النوع من النقود الرقمية يشكل تحديا للانظمة المالية التقليدية، في حين يرون ان مستقبلها واعد على الرغم من اقتصار استخدامها على المتخصصين في الاستثمار والخدمات المالية.
وفي هذا الصدد نشر موقع روسي تقريرا قال فيه إن عدد العملات المشفرة بلغ حوالي 3 آلاف عملة مشفرة في العالم، وقد تضاعف هذا العدد وفقًا لبعض المصادر.
وأوضح التقرير أن كورونا لعب دورا كبيرا في تطوير سوق العملات المشفرة، حيث سارع المستثمرون إلى شراء العملة المشفرة باعتبارها أصلا دفاعيا.
وكشف أن قيمة العملات المشفرة حاليا قد تجاوت 2 تريليون دولار، كما أن أي شخص يمتلك هاتفا ذكيا متصلا بالإنترنت يستطيع الوصول إلى عملات البتكوين، في انتظار إمكانية إنفاقها وإجراء مبادلات بها.
وعن تأثير فيروس كورونا أشار التقرير إلى أن قيمة قيمة البتكوين زادت أكثر من 170%، منوها إلى أن التشفير من الأصول المحفوفة بالمخاطر والمتقلبة التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى خسائر مالية.
وتساءل التقرير هل العملة المشفرة قادرة على استبدال الأموال التي اعتدنا عليها؟
بعض المحللين أشاروا إلى أنه من غير المستبعد شراء الحاجات الأساسية في المستقبل القريب مثل الخبز والحليب بالعملات المشفرة.
كما أن الخبير المالي مايكل روس جونسون -وفق الموقع الروسي- قد قال إن العملات المشفرة تسير على خطى الإنترنت وتحقق النجاح نفسه وتترسخ في الحياة اليومية بأبسط الطرق وأكثرها شيوعا.
وأوضح جونسون أنه بمجرد أن تكون هناك فرص واضحة لاستخدام العملات المشفرة، سيبدأ الناس في القيام بذلك بنشاط”، مشيرا الى أن روسيا تحتل صدارة قائمة دول العالم من حيث معدل تخلي السكان عن النقد لصالح المدفوعات غير النقدية.
وكشف الخبير الروسي أن حجم المدفوعات غير النقدية قد زاد في بلاده، مشيرا إلى أن الشيء نفسه سيحدث مع العملة الرقمية، فكلما نمت البنوك المشفرة على نطاق أوسع، سيستخدم الأشخاص الأكثر نشاطا العملات الرقمية في الحياة اليومية.
اقرأ أيضا/ تركيا تحظر رسميًا استخدام العملات المشفرة في عمليات البيع والشراء
وأكد أن شعبية النقود الإلكترونية ستزداد عندما تصبح تقنية التبادل نفسها أكثر بساطة.
أما مدير التسويق في مجموعة العملات المشفرة “روي كلوب” (ROY Club)، سيرغي أوردين، فقد قال إن مجموعة واسعة من المستخدمين سيتمكنون من الوصول إلى العملات المشفرة في الوقت الذي يدخل فيه “سبيربنك” (Sberbank) -أكبر بنك في روسيا- سوق التشفير.
وأشار أوردين إلى انهك سيتمكنون كذلك عند إتاحة شراء وبيع العملات الرقمية عبر حساب شخصي في مثل هذه المؤسسات، ودفع ثمن السلع والخدمات بها.
لكن رئيس قسم الاستثمار في “آي سي بي فاند” (ICB Fund)، آرون هامسكي -وفق الموقع نفسه- قد لفت الى أنه من الممكن أن تصبح العملات المشفرة جزءًا من المحفظة الاستثمارية في شكل استثمارات بديلة، مثل الذهب والعقارات والاستثمارات، في صناديق التحوط للعديد من المستثمرين المتمرسين.
وأضاف أنه من أجل أن يصبح المنتج سائدًا، يجب إطلاق حلول الحفظ من قبل البنوك وموافقة الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة، مما سيجنب المواطنين مشاكل صعبة.
ولفت إلى ان أهم المشاكل التي قد تواجههم هي تخزين مفاتيح التشفير، التي يكون فقدانها محفوفًا بالحرمان من الوصول إلى الأصول المشفرة.
ويعتقد هامسكي أن هذه العملية تتطلب موافقة المنظمين الذين يعملون في الوقت الراهن على إنشاء عملاتهم الرقمية الوطنية الخاصة بهم، والذين هم في غنى عن مثل هذه المنافسة.
المصدر: تركيا الان+وكالات