بعد موجة التطبيع الأخيرة بين تركيا وكل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، يعمل النظام السوري على الجلوس على الطاولة مع أنقرة، خاصة بعدما زادات اللقاءات الاستخبارية بين البلدين.
وذكر محللون أن الحراك الدبلوماسي بين الطرفين لا يمكم ان يبدأ إلا إذا قطع الطرفان مسافة كافية في المحادثات الاستخباراتية.
وفي هذا السياق ذكر الكاتب السياسي برهان الدين دوران، في مقال له نشرته صحيفة “صباح” أن تركيا لا تهدف إلى الإطاحة بالنظام السوري.
اقرأ أيضا/ قصف على درعا ولقاء تاريخي بين هاكان فيدان ورئيس مخابرات النظام السوري
وقال إن لتركيا هدفين أساسيين من هذا الامر، أولهما عودة آمنة للاجئين السوريين، ومنع تشكيل حزام إرهابي للفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني.
أما الهدف الثاني فهو إنشاء منطقة آمنة وتثبيت الوجود العسكري في إدلب، وذلك من أجل منع حركة لجوء جديدة إلى تركيا.
ونشرت منظمة العفو الدولية مؤخرا تقريرا يفيد بأن العائدين إلى سوريا يتعرضون للتعذيب والاعتقال القسري من مخابرات النظام السوري، مشيرا الى انه لا يمكن للسوريين العودة طواعية إلى مكان يتعرضون فيه للتعذيب والقمع.
وأوضح الكاتب أنه لا يمكن تحقيق هذين الهدفين إذا لم يتم دمج المعارضة السورية في إدارة جديدة شاملة في سوريا، لافتا إلى أن النظام السوري لديه الرغبة في الجلوس على الطاولة مع أنقرة.
وشدد على ان الرئيس الروسي بوتين كان قد عرض هذا الأمر على أردوغان مرات عدة، لكن النظام في الوقت ذاته يعيق محادثات جنيف ولا يرغب على الإطلاق في عملية انتقال سياسي ستشمل المعارضة.
وأوضح دوران أنه لإنجاح هذا الأمر يجب أن تكون إدارة دمشق مستعدة وجاهزة لإعادة أبناء شعبها إلى بلادهم، كما يجب عليه أن يهتم بالعمليات السياسية التي تشارك فيها المعارضة، وأن تتوقف عن دفع الملايين في إدلب باتجاه الحدود التركية بسبب القصف.
ماذا بعد التطبيع بين تركيا والنظام السوري ؟
ولفت الكاتب إلى ان أهم نتيجة قد تحدث بعد إعادة الأمور إلى طبيعتها بين تركيا والنظام السوري هو أنها قد تقضي على وحدات حماية الشعب الكردية، متسائلا كيف يبتم ذلك دون انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل من سوريا؟
ولا يتوقع دوران أن تغادر الولايات المتحدة سوريا على المدى القريب، على غرار انسحابها من أفغانستان.
من جانب آخر قال المحلل والكاتب التركي أتشيتينار آتشيتين إنه بعد الانفتاح في العلاقات الإقليمية مع الإمارات ومصر والسعودية، فإنه يجب على تركيا، التي يبدو أن لديها قوة أكبر على المناورة، أن تتخذ خطوة نحو سوريا في العملية القادمة.
اقرأ أيضا /إسطنبول تستضيف لقاء دوليًّا بين الأمم المتحدة والمعارضة السورية.. ما موقف النظام؟
وأشار آتشيتين إلى ان المعلومات الواردة تفيد بأن هنام محادثات قريبة بين تركيا والنظام السوري، مشيرا الى ان أهم مشكلة تعقد أي عملية تطبيع محتملة بين أنقرة والنظام السوري، هي تصنيف الأخير لكافة الجهات السياسية والعسكرية المدعومة من تركيا على أنها إرهابية.
ولفت إلى اللقاء الاستخباراتي الذي عقد بين تركيا والنظام السوري في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في سوريا، مشيرا إلى أن الظروف في ذلك الوقت كانت مختلفة، لكن المناخ الآن تغير وسط توقعات بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا على غرار أفغانستان.
ورأى أن الانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا، يعني أن الإدارة الذاتية التابعة للأكراد ستواجه خطرا وجوديا، لا سيما أن معظم العرب في المحافظات الشرقية الثلاث، دير الزور والحسكة والرقة، هم ضد الإدارة الذاتية، والمنطقة تعتبر قنبلة جاهزة للانفجار.
المصدر: تركيا الان