أغلقت قناة سكاي نيوز العربية مكتبها في تركيا بعد أن كذبت الرئاسة التركية خبرا نقلته القناة بشأن مزاعم نقل القوات التركية بطاريات منظومة الدفاع التركية اس 400 إلى قاعدة إنجرليك التي يستخدمها حلف الناتو.
وقال مراسل القناة مهران عيسى في منشور عبر صفحته بفيس بوك إن قرار الإغلاق جاء لأسباب إدارية تتعلق بإعادة هيكلة المكاتب الخارجية.
وأضاف عيسى: ” “يحزنني أن أبلغكم بقرار إدارة قناة سكاي نيوز عربية القاضي بإغلاق مكتبها في تركيا، ابتداء من الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري”.
يذكر أن القناة تشغلها الإمارات، وتتخذ من أبوظبي مقرا لها، في حين أن إدارتها لم تصدر تصريحا رسميا بهذا الشأن كما لم يتضح ما إذا كانت الحكومة التركية قد طلبت من “سكاي نيوز عربية” مغادرة البلاد.
والعام الماضي حجبت أنقرة مواقع جميع وسائل الإعلام الحكومية والخاصة التي تتخذ من السعودية والإمارات مقرا لها، بعد أيام من حجب الرياض مواقع وكالة “الأناضول” وقناة “تي آر تي” التركيتين الرسميتين.
وبقي مكتب قناة “سكاي نيوز عربية” يعمل في تركيا رغم توتر العلاقات بين الجانبين خلال السنوات الماضية، الذي شمل التراشق إعلاميا، واتهامات من أنقرة لوسائل إعلام محسوبة على أبوظبي والرياض بنشر “أكاذيب”، بل وبالحث على تنفيذ انقلاب ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في البلاد.
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن هذه الأسئلة في تصريحات له، في مراسم افتتاح العام الأكاديمي 2021-2022 لجامعة أنقرة للموسيقى والفنون البصرية.
فقد نفى قالن هذه الأنباء جملة وتفصيلا، وقال: “ليس هناك شيء من هذا القبيل”، مؤكدا أن مسألة إس-400 مستمرة وفق مسارها، ولها أبعاد تقنية وأمنية.
اقرا أيضا/ اس 400 الجديدة تؤجج الصراع الخفي بين تركيا والولايات المتحدة.. ما علاقة طالبان؟
وأضاف أن هذه المنظومة تدار هذه الأمور من قبل وزارة الدفاع، ولا جديد بهذا الصدد، مشيرا إلى أن هذه الإشاعات تظهر بغية إشغال تركيا في أجندات مصطنعة.
وفيما يخص لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن في قمة العشرين لفت قالن أنهما اتفقا على وضع العلاقات التركية- الأمريكية في إطار استراتيجي صحيح.
وأوضح أن الزعيمين أكدا على إنشاء آلية لمتابعة هذا الإطار بشكل ينعكس على القضايا الثنائية والإقليمية، مبينًا أنه سيتم تأسيس هذه الآلية بأسرع وقت بالتنسيق مع وزارة الخارجية.
وشدد متحدث الرئاسة على ان تركيا تنتهج سياسة خارجية من خلال إقامة صداقات مع الجميع في الإطار الذي رسمه الرئيس أردوغان، خاصة في القضايا الإقليمية، مثل أفغانستان وسوريا والقوقاز وليبيا وشرق المتوسط.
أما فيما يخص الأموال التي دفعتها تركيا لمشروع اف 35 (1.4 مليار دولار) أوضح قالن: “كما تعلمون فقد أكد رئيسنا مرارا على هذا الأمر. إذا كانت مشكلة برنامج إف-35 لا يمكن حلها في الوقت الحالي، فليس لدينا وقت نضيعه”.
وأشار إلى أنه يمكن تعويض تلك الأموال عبر شراء طائرات إف 16 بعدما أظهرت الإدارة الأمريكية موقفا إيجابيا تجاه هذه الأمر حتى الآن ولديهم نهج إيجابي.
اقرأ أيضا/ وزير الخارجية التركي: لماذا علينا الاختيار بين روسيا والولايات المتحدة؟
وفي هذا الشأن أكد انه هناك وفود مشتركة بين تركيا وأمريكا بشأن شراء اف 16 وتحديثها والمسائل التقنية الأخرى المتعلقة بها، مشددا على أن “الخيار الأول هو أن نكون في برنامج إف-35.
وأوضح أن أولويات تركيا هي توفير وتلبية احتياجاتها في مجال صناعات الدفاع، لافتا إلى توفر البدائل في هذا المجال، لافتا إلى أنه بفضل القيادة القوية لرئيسنا في السنوات الأخيرة، أصبحنا قادرين على إنتاج المسيّرات المحلية، وحققنا قفزات نوعية في إنتاج التكنولوجيا الدفاعية”.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها تخطط لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن ملف مقاتلات إف 35 وذلك بعد أن التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة العشرين في روما.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن اللقاء المزمع عقده سيكون خلال الأشهر القليلة القادمة، مشيرة إلى أنها تعمل مع نظيرتها الأمربكية على إنهاء الخلافات الحاصلة حول ملف مقاتلات إف35
وأوضحت الوزارة في بيانها أنها استقبلت وفدا أمريكيا في العاصمة أنقرة لبحث هذا الشأن، وتم الاتفاق على استئناف المحادثات على أن يكون الاجتماع الثاني في واشنطن خلال الأشهر القليلة القادمة”.
وجددت تأكيد موقف تركيا الواضح بأنها ترغب في العودة إلى المشروع واستلام المقاتلات المخصصة لتركيا، و”إلا فإننا نريد استعادة الأموال التي أنفقناها أثناء انخراطنا في المشروع والبالغ قيمتها مليار و400 مليون دولار”.