أكدت تقارير صحافية بريطانية, سعي إثيوبيا للاستفادة من تحالفها مع تركيا خلال الفترة القادمة.
وبحسب صحيفة “غارديان” البريطانية, فإن إثيوبيا تخطط لشراء الطائرات المسيرة التي تصنعها تركيا.
وأوضحت أن إثيوبيا تمر بفترة حرجة حاليا على صعيد الأمن في البلاد, ما يجعلها في حالة تأهب دائم.
أوضاع صعبة
وتمر إثيوبيا في الفترة الحالية بأوضاع صعبة, إذ أن القوات الحكومية تقاتل في حربها “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” وقوى معارضة بجانبها.
وتكسب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي حاليا الأرض في حربها ضد الجيش الإثيوبي, وعلى مقربة من العاصمة.
ويعني هذا الأمر, أن قوات الحكومة الإثيوبية الحالية, من الممكن أن تخسر قتالها أمام المعارضين.
استغلال الاتفاق
وفي ظل المعطيات الحاصلة في إثيوبيا, بدأت الحكومة بطلب طائرات تركية مسيرة من طراز “بيرقدار تي بي 2”.
ويعدّ هذا النوع من الطائرات من ضمن الأحدث في العالم, ومن المؤكد أنها ستساعد قوات الحكومة ضد جبهة تحرير تيغراي.
وتأمل الدولة الإفريقية استغلال اتفاقها الأخير مع تركيا, لتسهيل شراء الطائرات المسيرة.
إقرأ أيضا: السودان وإثيوبيا.. ما سر الاهتمام التركي المتصاعد تجاه دول إفريقيا؟
وكان رئيس وزراء حكومة إثيوبيا, آبي أحمد علي, قد زار العاصمة التركية “أنقرة” عدة شهور.
وأدت هذه الزيارة لتوقيع اتفاقية تعاون عسكري بين إثيوبيا وتركيا, لكن دون الكشف عن تفاصيل الاتفاقية الخاصة بين البلدين.
وجاءت زيارة آبي أحمد علي لأنقرة, بعد هزيمة القوات الإثيوبية في مدينة “ميكيلي” أمام قوات جبهة تحرير تيغراي.
100 ألف قتيل
وبحسب الأرقام, فإن القوات التركية تعاني بشكل واضح أمام جبهة تحرير تيغراي والقوات المساندة لها, إذ سقط نحو 100 ألف جندي قتلى في هذا الصراع.
كما أن الملايين من المدنيين يواجهون الجوع في هذه الحرب, إذ يحتاجون لمساعدات غذائية عاجلة.
ولكن ذلك لم يثن الحكومة الإثيوبية عن مسعاها في هذه الحرب, كونها تسعى لشراء طائرات مسيرة وأسلحة أخرى من تركيا.
كذلك فإن عدة دلائل تؤكد شراء إثيوبيا أسلحة تركية أخرى في الفترة الماضية, إذ تم العثور على قنبلة تركية سقطت على قوات جبهة تحرير تيغراي.
يشار إلى آبي أحمد دعا المواطنين في إثيوبيا إلى عدم ترك السلاح والقتال ضد جبهة تحرير تيغراي.
وعقب أيام قليلة من نداء آبي أحمد, تفاجأت الحكومة الإثيوبية بانضمام 9 جبهات مقاومة لجبهة تحرير تيغراي.
وتطمح الجبهات المعارضة لإسقاط حكومة آبي أحمد, وإقامة حكومة بديلة في البلد الإفريقي.
تركيا وإفريقيا
وبشكل عام, فإن شراء إثيوبيا أسلحة من تركيا, يأتي ضمن العلاقات المميزة للجمهورية مع الكثير من الدول الإفريقية.
وبدأت العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين تركيا ودول القارة السمراء, منذ سنوات طويلة.
ولكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, عززها عبر سلسلة من الزيارات والاتفاقات الحيوية.
هذا الأمر أسهم في توسعة رقعة التمثيل الدبلوماسي لتركيا في إفريقيا.
وأصبح عدد سفارات تركيا في القارة السمراء إلى نحو 39 سفارة حاليا, فيما كان 12 فقط عام 2003.
كما مهدت تركيا لبسط علاقاتها الاقتصادية مع الدول الإفريقية من خلال إنشاء العديد من المجالس الاقتصادية في إطار ثنائي، حيث بلغ عدد هذه المجالس نحو 31 مجلسا مع 31 دولة.