أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده اقتربت من تخليص صناعتها الدفاعية من التبعية للخارج، مشددا على أن المدفعية البحرية الوطنية ستزيد قوات بلاده قوة بمجرد دخولها حيز الاستخدام.
وقال الرئيس في في رسالة مصورة بعثها لبرنامج اختبار المدفعية البحرية: واجهنا في الفترة الأخيرة مشاكل في استيراد احتياجاتنا، كما تعرضنا لبعض أنواع الحظر المعلن وغير المعلن”.
اقرأ أيضا/ أردوغان: تركيا باتت بموقع تكتفي فيه ذاتيا من الصناعات الدفاعية
وأضاف أن تركيا تمكنت في فترة وجيزة من إنتاج هذا المدفع البحري، معربًا عن سعادته بالمشاركة في اختبارات المدفعية البحرية المجهزة بنظام رقمي للتحكم تم تطويره بقدرات محلية.
ووصف أردوغان هذا اليوم بالتاريخي للصناعات الدفاعية التركية، موضحًا أن المدافع تعتبر من أهم الأنظمة القتالية بالنسبة للقوات البحرية، متمنيا نجاح الاختبارات الجارية حاليا.
وبيّن الرئيس أن أنظمة المدافع التي تعتبر القوة الضاربة للسفن الحربية، تلعب أدوارا حاسمة في الحروب، لافتًا إلى أن بلاده باتت واحدة من الدول القليلة التي تنتج مثل هذه الأنظمة القتالية.
وكشف أردوغان أن المدفع الوطني قادر على إصابة أهداف على بعد 16 كيلومترا، موضحًا أن الأسطول البحري التركي سيصبح بفضل هذا السلاح، الذي يمكنه إطلاق 80 طلقة في الدقيقة بخمسة أوضاع”.
وفي وقت سابق صرح أردوغان بأن تركيا باتت بموقع تكتفي فيه ذاتيا من الصناعات الدفاعية، مؤكدا أن 80% من الصناعات الدفاعية التركية، محلية الصنع.
وأوضح أردوغان أن اعتماد تركيا على نفسها في الصناعات الدفاعية سابقا كان 20% فقط، وارتفع الآن إلى 80%، مبينا أن الولايات المتحدة طلبت من تركيا إعادة منظومة الدفاع الصاروخي “إس-400” التي اشترتها من روسيا.
وأضاف أردوغان: “قلنا لهم، لماذا علينا إعادتها؟ فأنتم لم تعطونا (منظومة دفاع صاروخي) لذلك نحن تدبرنا أمورنا بأنفسنا، وتلقينا من الروس هذا العرض واشتريناها منهم”، مشددًا أن الولايات المتحدة ارتكبت نفس الخطأ بخصوص مقاتلات “إف-35”.
وتابع حديثه: “دفعنا مليارا و400 مليون دولار من أجل المقاتلات ولم نحصل عليها، والآن نتلقى عروضا جديدة وسنرى ما سيحصل، ولكن نحن سننتجها في النهاية”.
كما ذكر أن تركيا وصلت إلى مرحلة جيدة بخصوص الطاقة، مشيرا إلى وجود إشارات إيجابية خلال عمليات المسح الزلزالي في البحرين الأسود والمتوسط، لافتًا إلى أن لحظة إنتاجنا لغازنا الطبيعي، “سيستفيد مواطنونا من هذه الوفرة”.
اقرأ أيضا/ تركيا تجري اختبارات ناجحة على منظومة جديدة لاصطياد الطائرات المسيرة
وفي سياق متصل، قال إسماعيل دمير، رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية التابعة لرئاسة الجمهورية إن هذا المجال الحيوي تمكن في السنوات الأخيرة من تحقيق تطورات مهمة في مجال
الاعتماد على الذات في الصناعات الدفاعية.
وجاءت تصريحات دمير بمناسبة حلول الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لتأسيس الهيئة، مشيرا إلى أن رئاسة الهيئة جاءت لتجسد عراقة الصناعات العسكرية التركية، التي تعود جذورها إلى مئات السنين من تاريخ الدولة.
وشدد على أن الصناعات الدفاعية اكتسبت زخما قويا بعد إجراءات الحظر التي فرضت على أنقرة، في أعقاب عملية السلام العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة التركية في قبرص عام 1974.
وأكد دمير أن بلاده منذ ذلك التاريخ بدأت الخطوات الأولى في طريق الاكتفاء الذاتي، مشيرا إلى أن تأسيس الهيئة كان في عهد رئيس الوزراء الراحل تورغوت أوزال، عام 1985.
وأوضح أن الهدف الأساسي من تأسيسها هو إنشاء مؤسسة دعم وتطوير الصناعات، من أجل تحديث وتطوير القوات المسلحة التركية.
ولفت إلى أن هذه المؤسسة التي تطورت فيما بعد إلى رئاسة هيئة الصناعات، ركزت على برامج الإنتاج المحلي.
وفي مايو 2004، عندما كان الرئيس رجب طيب أردوغان رئيسًا للوزراء، تمكنت المؤسسة من الاضطلاع بمشاريع مهمة شكلت نقطة تحول في تاريخها”.
وفيما يخص المشاريع التي نفذتها هيئة الصناعات أكد أن عددها وصل إلى 62 مشروعًا دفاعيًا في 2002، وأنها تعمل منذ خمس سنوات على تطوير نحو 750 مشروعًا.
وبيّن أن قيمة المشاريع التي تعمل عليها رئاسة هيئة الصناعات الدفاعية ارتفعت خلال السنوات الأخيرة الماضية من 5.5 مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليارا.
المصدر: تركيا الان