كشفت الباحثة الأمريكية كريستينا آدمز، أن فوائد حليب الإبل ولحومها “تفوق الخيال” بالنسبة للإنسان، واشارت إلى أن تجربة ابنها الشخصية دفعتها إلى تكثيف اهتمامها بالإبل في مجال أبحاثها.
وقالت: “يجب أن نعرف أن الإبل حيوان قديم، وكانت لها استخدامات كثيرة في الماضي بالدول التي كانت تعيش فيها مثل الجزيرة العربية، القبائل والعشائر تعرف قيمتها جيدا. وللأسف هناك كتب قليلة حول الإبل على مستوى العالم”.
وأضافت: “لحليب الإبل فوائد كثيرة جدا للمناعة، وما جعلني أهتم بالإبل، قصة إنسانية تعرضت لها، وهي أنني بعد الانتهاء من رسالة الماجستير، أنجبت طفلا، فوجئت بأنه مصاب بمرض التوحد، وكما تعرفون، تشخيص التوحد أمر صعبوهو ما جعلني أتوجه إلى العلوم الحيوية، لأعرف الكثير عن هذا المرض، الذي يبدو التعامل معه صعبا ومكلفا، وقضيت 5 سنوات في البحث، وتعلم أشياء عن المرض، وألفت كتابا عن آلية التعامل مع أطفال التوحد، وفي هذه الأثناء وجدت رجلا لديه إبل، وسألته ما فائدة الإبل؟ وقال إنه حيوان جميل أعتني به، وأخبرني أن فائدته تكمن في تقديم الحليب. كعلاج للمرضى داخل المستشفيات. وشعرت أن حليبها يمكن أن يكون مفيدا لابني، كما أنه لا يحتوي على أي تراكيب تثير الحساسية لديه”.
واستطردت: “في ذلك الوقت، لم يكن هناك خبراء في هذا المجال، ولكنني واصلت البحث والدراسات. وقرأت تقريرا يوصي بمنح حليب الإبل إلى أطفال التوحد، وتواصلت مع بعض الأشخاص، وسألت زملاء لي عن حليب الإبل وفوائده. وحصلت على كمية من الحليب المجفف، عبر أحد الزملاء القادمين من الصحراء في الولايات المتحدة الأمريكية. وأعطيت ابني بعض الحليب، ووجدته يتحدث بطلاقة، واقترب مني، وتحدث معي بحب وعاطفة جياشة. وبدأ يتعامل كأنه إنساني سوي. ولم يعد يسقط الطعام على الأرض”.
وتابعت: “بعدها طلبت حليب الإبل من بعض الزملاء، وكان يصلني عن طريق المطار، وكلفني كثيرا. وبعدها قررت أن أكتب عن أهمية حليب الإبل، وبينت كيف يمكن الاستفادة منه في علاج أطفال التوحد”
ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى فوائده لمرضى التوحد فإن حليب الإبل يساعد في علاج أمراض أخرى وهو ما أكده العلم على أهمية الإبل في السيطرة على عدة أمراض من بينها فيروس كورونا ومضادات الجراثيم الموجودة في حليب الإبل وكذلك المنتجات الغذائية المصنوعة من لحم الإبل.
واختتمت: “من المهم تطوير الدراسات الخاصة بالإبل، والاستفادة منها لتعزيز صحة الإنسان. وتعزيز رفاهيته، وهذا يحتاج إلى مزيد من الأبحاث العلمية والدعم الطبي”.