هكذا ساهم انتصار أذربيجان بحرب قره باغ في تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا

منذ اليوم الأول للحرب بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020، أعلنت تركيا وقوفها رسميا إلى جانب الجيش الأذري ودعمته عسكريا وسياسيا بهدف استعادة الأراضي المحتلة من يريفان.

وخلال 44 يومًا تمكن الجيش الأذربيجاني من استرداد مناطق واسعة في إقليم “قره باغ”، فيما تم التوصل لاحقاً إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الأرمينية من مناطق آغدام وكلبجار ولاتشين في الإقليم.

وبعد انتهاء المعارك بانتصار أذربيجان على أرمينيا، هدأت التوترات التركية الأرمينية متوجهة نحو  التقارب، تجسد ذلك في تصريحات أردوغان الذي أشار إلى إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أنقرة ويريفان.

وفي حزيران الماضي ألقى الرئيس التركي خطابا أمام أعضاء البرلمان الأذربيجاني بالعاصمة باكو في يونيو/ حزيران 2021، أفاد أن الاستقرار والسلام في القوقاز لن يعودا بالفائدة على أذربيجان فحسب بل على أرمينيا ودول المنطقة والعالم بأسره.

وبعدها بشهرين  قال أردوغان في خطاب آخر إن هناك فرصة جديدة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، بعد تحرير إقليم “قره باغ”، مبيناً أن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة في حال اغتنمت أرمينيا هذه الفرصة.

أما رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان،فرحب بتصريحات أردوغان، وقال عقب خطابه بأيام إن بلاده مستعدة للتشاور مع تركيا حول تطبيع العلاقات وإعادة فتح الطرق البرية والخطوط الحديدية بين البلدين.

وفي نهاية العام الماضي أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، تعيين بلاده ممثلا خاصاً في أرمينيا، لافتاً إلى دخول علاقات البلدين في مرحلة جديدة، مقابل ذلك أعلنت أرمينيا، خلال الشهر ذاته، نائب رئيس البرلمان، ممثلا خاصا لها لدى تركيا.

اقرأ ايضا/ تركيا وأرمينيا.. تعيين مبعوثين على طريق إعادة الثقة

وتابعت أرمينيا خطوتها هذه بإعلانها رفع تمديد الحظر المفروض على استيراد البضائع التركية، الذي فرضته في ديسمبر 2020، بسبب دعم أنقرة لأذربيجان في معارك “قره باغ”.

وفي آخر الخطوات  أعلنت وزارة الخارجية التركية أن الاجتماع الأول بين الممثلين الخاصين التركي والأرميني سينعقد يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري، في العاصمة الروسية، موسكو.

في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وقع قرارا جديدا فيما يخص التطبيع مع أرمينيا.

وقالت التقارير إنه بموجب القرار الجديد فقد تم تعيين سفير تركيا السابق لدى واشنطن سردار قليج ممثلا خاصا بخصوص تطبيع العلاقات مع أرمينيا.

اقرأ أيضا

إسطنبول تحت التهديد: تحذيرات من انتشار وباء جديد!

ولفتت إلى أن القرار الذي وقعه أردوغان نشرته الجريدة الرسمية فجر اليوم الثلاثاء، في إطار مشروع تطبيع العلاقات مع أرمينيا.

وكانت أرمينيا قد عينت نائب رئيس البرلمان روبن روبينيان ممثلًا خاصًا في إطار عملية الحوار بين البلدين.

وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية التركية أن الاجتماع الأول بين الممثلين الخاصين التركي والأرميني سينعقد يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري

وفي وقت سابق ذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن أذربيجان تتوسط لتحسين العلاقة بين أرمينيا وتركيا، مؤكدا أن المرحلة القادمة ستشهد تبادل تعيين ممثلين خاصين مع أرمينيا.

وقال الوزير في كلمة له في جلسة خاصة بالبرلمان التركي أنّ بلاده تفتح مجالا للدبلوماسية والحوار في سياستها الخارجية، وأنّ الزيارات رفيعة المستوى تحقق نتائج ملموسة وأنهم سيواصلون هذه الزيارات في المرحلة القادمة.

اقرأ أيضا/ الكشف عن تفاصيل الاجتماع الأول بين تركيا وأرمينيا

وأوضح تشاووش أوغلو  أن تحركات بلاده حيال العلاقات مع أرمينيا، تتم عبر التنسيق مع أذربيجان، مشيرًا إلى قرب تسيير رحلات طيران غير مجدولة (شارتر) بين إسطنبول والعاصمة الأرمينية يريفان.

كما أشار الوزير التركي إلى أن بلاده مستعدة لتطوير علاقاتها مع كافة الدول على أساس المصلحة المتبادلة.

وفي وقت سابق شاركت تركيا بوفد رفيع المستوى في احتفالات أذربيجان ذكرى النصر على أرمينيا، في الوقت الذي شهدت فيه الاحتفالات تشكيل “قبضة حديدية” بشرية، وأسفلها كتابة عبارة “يوم النصر”.

وأوضحت التقارير أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف استقبل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار والوفد العسكري رفيع المستوى المرافق له في مدينة شوشة المحررة من الاحتلال الأرميني.

وعلى هامش الاحتفالات بحث علييف مع أكار التعاون الثنائي، وفق مبدأ “شعب واحد في دولتين”.

بدوره أكد أكار وقوف تركيا اليوم إلى جانب أذربيجان الشقيقة في قضيتها المحقة كما كانت في الماضي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.